المفردات في غريب القرآن، ص : ٨١٠
٤٤٤ -
سَقَطَ النَّصِيفُ وَلَمْ تُرِدْ إِسْقَاطَهُ فَتَنَاوَلَتْهُ وَاتَّقَتْنَا بِالْيَدِ
«١» وبلغْنا مَنْصَفَ الطريقِ. والنَّصَفُ : المرأةُ التي بيْنَ الصغيرةِ والكبيرةِ، والمُنَصَّفُ من الشراب :
ما طُبِخَ فذهب منه نِصْفُهُ، والإِنْصَافُ في المُعامَلة : العدالةُ، وذلك أن لا يأخُذَ من صاحبه من المنافع إِلَّا مثْلَ ما يعطيه، ولا يُنِيلُهُ من المَضارِّ إلَّا مثْلَ ما يَنالُهُ منه، واستُعْمِل النَّصَفَةُ في الخدمة، فقيل للخادم : نَاصِفٌ، وجمعه :
نُصُفٌ، وهو أن يعطي صاحبَه ما عليه بإِزاء ما يأخذ من النَّفع. والانْتِصَافُ والاسْتِنْصَافُ :
طَلَبُ النَّصَفَةِ.
نصا
النَّاصِيَةُ : قُصَاصُ الشَّعْر، ونَصَوْتُ فُلاناً وانْتَصَيْتُهُ، ونَاصَيْتُهُ : أخذْتُ بِنَاصِيَتِهِ، وقوله تعالى : ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها
[هود / ٥٦]. أي : متمكِّنٌ منها. قال تعالى :
لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ
[العلق / ١٥ - ١٦]. وحديثُ عائشة رضي اللّه عنها (ما لكم تَنْصُونَ ميِّتكم؟) «٢». أي : تَمُدُّونَ ناصيته. وفلان نَاصِيَةُ قومه. كقولهم : رأسُهُمْ وعَيْنُهُمْ، وانْتَصَى الشَّعْرُ : طَالَ، والنَّصْيُ : مَرْعًى مِنْ أفضل المَرَاعِي. وفلانٌ نَصْيَةُ قومٍ. أي : خِيارُهُمْ تشبيهاً بذلك المَرْعَى.
نضج
يقال : نَضَجَ اللَّحْمُ نُضْجاً ونَضْجاً : إذا أدْرَكَ شَيّه. قال تعالى : كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها
[النساء / ٥٦]، ومنه قيل :
ناقة مُنَضِّجَةٌ : إذا جاوزتْ بحَمْلها وقتَ وِلادَتِهَا، وقد نَضَّجَتْ، وفلان نَضِيجُ الرَّأْي : مُحْكَمُهُ.
نضد
يقال : نَضَدْتُ المتاعَ بعضه على بعض :
أَلْقَيْتُهُ، فهو مَنْضُودٌ ونَضِيدٌ، والنَّضَدُ : السَّريرُ الذي يُنَضِّدُ عليه المتاعُ، ومنه اسْتُعِيرَ : طَلْعٌ نَضِيدٌ
[ق / ١٠]، وقال تعالى : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ
[الواقعة / ٢٩]، وبه شُبِّهَ السَّحابُ المتراكم فقيل له : النَّضَدُ، وأَنْضَادُ القومِ :
جماعاتُهْم، ونَضَدُ الرَّجُلِ : مَنْ يَتَقَوَّى به من أَعْمامِهِ وأَخْوالِهِ.
نضر
النَّضْرَةُ : الحُسْنُ كالنَّضَارَة، قال تعالى :
نَضْرَةَ النَّعِيمِ
[المطففين / ٢٤] أي :
(١) البيت للنابغة الذبياني من قصيدة مطلعها :
أمن آل ميّة رائح أو مغتد عجلان ذا زاد وغير مزوّد
وهو في ديوانه ص ٤٠، واللسان (نصف).
(٢) قال ابن الأثير : في حديث عائشة : سئلت عن الميّت يسرّح رأسه، فقالت :(علام تنصون ميتكم؟). النهاية ٥ / ٦٨.