المفردات في غريب القرآن، ص : ٨١٧
حِينَ أَعْشَبَ، ورجل مَنْفُوخٌ. أي : سَمِينٌ.
نفد
النَّفَادُ : الفَناءُ. قال تعالى : إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ
[ص / ٥٤] يقال : نَفِدَ يَنْفَدُ «١» قال تعالى : قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ
[الكهف / ١٠٩]، ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ
[لقمان / ٢٧]. وأَنْفَدُوا : فَنِيَ زادُهم، وخَصْمٌ مُنَافِدٌ : إذا خَاصَمَ لِيُنْفِدَ حُجَّةَ صاحبِهِ، يقال : نَافَدْتُهُ فَنَفَدْتُهُ.
نفذ
نَفَذَ السَّهْمُ في الرَّمِيَّة نُفُوذاً ونَفَاذاً، والمِثْقَبُ في الخَشَبِ : إذا خَرِقَ إلى الجهة الأُخرى، ونَفَذَ فلانٌ في الأمرِ نَفَاذاً وأَنْفَذْتُهُ. قال تعالى : إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ
[الرحمن / ٣٣] ونَفَّذْتُ الأمرَ تَنْفِيذاً، والجيش في غَزْوِهِ، وفي الحديث :«نَفِّذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ» «٢». والمَنْفَذُ المَمَرُّ النَّافِذُ.
نفر
النَّفْرُ : الانْزِعَاجُ عن الشيءِ وإلى الشيء، كالفَزَعِ إلى الشيء وعن الشيء. يقال : نَفَرَ عن الشيء نُفُوراً. قال تعالى : ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً
[فاطر / ٤٢]، وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً [الإسراء / ٤١] ونَفَرَ إلى الحربِ يَنْفُرُ ويَنْفِرُ نَفْراً، ومنه : يَوْمُ النَّفْرِ. قال تعالى : انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا
[التوبة / ٤١]، إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً
[التوبة / ٣٩]، ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة / ٣٨]، وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ
[التوبة / ١٢٢]. والاسْتِنْفَارُ :
حَثُّ القومِ على النَّفْرِ إلى الحربِ، والاسْتِنْفَارُ :
حَمْلُ القومِ على أن يَنْفِرُوا. أي : من الحربِ، والاسْتِنْفَارُ أيضا : طَلَبُ النِّفَارِ، وقوله تعالى :
كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ
[المدثر / ٥٠] قُرِئَ :
بفَتْحِ الفاء وكسرِها «٣»، فإذا كُسِرَ الفاءُ فمعناه :
نَافِرَةٌ، وإذا فُتِحَ فمعناه : مُنَفَّرَةٌ. والنَّفَرُ والنَّفِيرُ والنَّفَرَةُ : عِدَّةُ رجالٍ يُمْكِنُهُم النَّفْرُ. والمُنَافَرَةُ :
المُحَاكَمَةُ في المُفَاخَرَةِ، وقد أُنْفِرَ فلانٌ : إذا فُضِّلَ في المُنافرةِ، وتقول العَرَبُ : نُفِّرَ فلانٌ إذا سُمِّيَ باسمٍ يَزْعُمُون أنّ الشّيطانَ يَنْفِرُ عنه، قال أعرابيٌّ : قيل لأبي لَمَّا وُلِدْتُ : نَفِّرْ عنه، فسَمَّانِي
(١) راجع : الأفعال ٣ / ١٦٣.
(٢) ذكر الخبر ابن حجر في الفتح، وفيه : ثم اشتد برسول اللّه وجعه، فقال : أنفذوا بعث أسامة، فجهّزه أبو بكر بعد أن استخلف، فسار إلى الجهة التي أمر بها، وقتل قاتل أبيه، ورجع بالجيش سالما، وقد غنموا. انظر : فتح الباري ٨ / ١٥٢.
(٣) قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الفاء، والباقون بكسرها. الإتحاف ص ٤٢٧.