المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٢٤
واستعمال ذلك في عبارة النحويِّين هو أن يُجْعَلَ الاسم على صِيغَةٍ مخصوصةٍ، ونَكَرْتُ على فُلَانٍ وأَنْكَرْتُ : إذا فَعَلْتُ به فِعْلًا يَرْدَعُهُ. قال تعالى : فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ
[الملك / ١٨] أي :
إِنْكَارِي. والنُّكْرُ : الدّهاءُ والأمْرُ الصَّعْبُ الذي لا يُعْرَفُ، وقد نَكَرَ نَكَارَةً «١»، قال تعالى : يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ
[القمر / ٦]. وفي الحديث :«إِذَا وُضِعَ المَيِّتُ فِي القَبْرِ أَتَاهُ مَلَكَانِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ» «٢»، واستُعِيرَتِ المُنَاكَرَةُ للمُحَارَبَةِ.
نكس
النَّكْسُ : قَلْبُ الشيءِ عَلَى رَأْسِهِ، ومنه :
نُكِسَ الوَلَدُ : إذا خَرَجَ رِجْلُهُ قَبْلَ رَأْسِهِ، قال تعالى : ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ
[الأنبياء / ٦٥] والنُّكْسُ في المَرَضِ أن يَعُودَ في مَرَضِهِ بعد إِفَاقَتِهِ، ومن النَّكْسِ في العُمُرِ قال تعالى :
وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ
[يس / ٦٨] وذلك مثل قوله : وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ [النحل / ٧٠] وقرئ : ننكسه «٣»، قال الأخفش : لا يكاد يقال نَكَّسْتُهُ بالتَّشْدِيدِ إلّا لما يُقْلَبُ فيُجْعَلُ رأسُهُ أسْفَلَهُ «٤». والنِّكْسُ :
السَّهْمُ الذي انكَسَرَ فوقُه، فجُعِلَ أَعْلَاهُ أسْفَلُه فيكون رديئاً، ولِرَدَاءَتِهِ يُشَبَّهُ به الرَّجُلُ الدَّنِي ءُ.
نكص
النُّكُوصُ : الإِحْجَامُ عن الشيء. قال تعالى :
نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ
[الأنفال / ٤٨].
نكف
يقال : نَكَفْتُ من كذا، واسْتَنْكَفْتُ منه :
أَنِفْتُ. قال تعالى : نْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ
[النساء / ١٧٢]، وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا
[النساء / ١٧٣] وأصله من : نَكَفْتُ الشيْءَ : نَحَّيْتُهُ، ومن النَّكْفِ، وهو تَنْحِيَةُ الدَّمْعِ عن الخَدِّ بِالإِصْبَعِ، وبَحْرٌ لا يُنْكَفُ. أي : لا يُنْزَحُ، والانْتِكَافُ : الخُرُوجُ مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ.
نكل
يقال : نَكَلَ عَنِ الشَّيْءِ : ضَعُفَ وعَجَزَ،

_
(١) قال السرقسطي : ونكر نكارة ونكرا، وأنكر فهو نكر ومنكر : إذا صار داهيا. ونكرت : لا يتصرّف تصرف الأفعال.
الأفعال ٣ / ١٢٤ - ١٢٥.
(٢) الحديث عن أنس بن مالك أنّ رسول اللّه قال :«إنّ العبد إذا وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه - وإنّه ليسمع قرع نعالهم - أتاه ملكان فيقعدانه...» الحديث أخرجه البخاري ٣ / ٢٣٢ باب في عذاب القبر، ومسلم برقم (٢٨٧٠). وللترمذي - وهي رواية المؤلف - :«إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال أحدهما : المنكر، والآخر : النكير...» الحديث بطوله أخرجه في عذاب القبر، وقال : حديث حسن غريب (انظر عارضة الأحوذي ٤ / ٢٩١)، وابن حبان برقم (٧٨٠).
(٣) وهي قراءة الجميع إلا عاصما وحمزة. الإتحاف ص ٣٦٦. [.....]
(٤) ليس هذا النقل في معاني القرآن.


الصفحة التالية
Icon