المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٢٨
[الزمر / ٢٢]، وقال : نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ [النور / ٣٥]، ومن المحسوس الذي بعين البصر نحو قوله : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً [يونس / ٥] وتخصيص الشّمس بالضّوء، والقمر بالنّور من حيث إنّ الضّوء أخصّ من النّور، قال : وَقَمَراً مُنِيراً
[الفرقان / ٦١] أي : ذا نور. ومما هو عامّ فيهما قوله : وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ [الأنعام / ١]، وقوله : وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ [الحديد / ٢٨]، وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها [الزمر / ٦٩] ومن النّور الأخرويّ قوله : يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ [الحديد / ١٢]، وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا [التحريم / ٨] انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ [الحديد / ١٣]، فَالْتَمِسُوا نُوراً [الحديد / ١٣]، ويقال : أنار اللّه كذا، ونَوَّرَه، وسمّى اللّه تعالى نفسه نورا من حيث إنه هو المُنَوِّر، قال : اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [النور / ٣٥] وتسميته تعالى بذلك لمبالغة فعله. والنَّارُ تقال للّهيب الذي يبدو للحاسّة، قال : أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ [الواقعة / ٧١]، وقال : مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً [البقرة / ١٧]، وللحرارة المجرّدة، ولنار جهنّم المذكورة في قوله : النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا [الحج / ٧٢]، وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ [البقرة / ٢٤]، نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ [الهمزة / ٦] وقد ذكر ذلك في غير موضع. ولنار الحرب المذكورة في قوله :
كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ [المائدة / ٦٤]، وقال بعضهم : النّار والنّور من أصل واحد، وكثيرا ما يتلازمان لكن النار متاع للمقوين في الدّنيا، والنّور متاع لهم في الآخرة، ولأجل ذلك استعمل في النّور الاقتباس، فقال : نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ [الحديد / ١٣] وتنوّرت نارا : أبصرتها، والمَنَارَة «١» : مفعلة من النّور، أو من النار كمنارة السّراج، أو ما يؤذّن عليه، ومَنَارُ الأرض :
أعلامها، والنَّوَار : النّفور من الرّيبة، وقد نَارَتِ المرأة تَنُور نَوْراً ونَوَاراً، ونَوْرُ الشّجر ونُوَّارُهُ تشبيها بالنّور، والنَّوْرُ : ما يتّخذ للوشم. يقال : نَوَّرَت المرأة يدها، وتسميته بذلك لكونه مظهرا لنور العضو.
نوس
النَّاس قيل : أصله أُنَاس، فحذف فاؤه لمّا أدخل عليه الألف واللام، وقيل : قلب من نسي، وأصله إنسيان على إفعلان، وقيل : أصله من : نَاسَ يَنُوس : إذا اضطرب، ونِسْتُ الإبل :
سقتها، وقيل : ذو نواس : ملك كان ينوس على ظهره ذؤابة فسمّي بذلك، وتصغيره على هذا
(١) انظر العين ٨ / ٢٧٦.