المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٤٩
فيذمّ به. وعلى الثاني قوله تعالى : الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ
[الأنعام / ٩٣]، فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ [فصلت / ١٧]، وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ
[البقرة / ٩٠]، وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ [آل عمران / ١٧٨]، فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ [الحج / ٥٧]، وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ
[الحج / ١٨] ويقال : هانَ الأمْرُ على فلان :
سهل. قال اللّه تعالى : هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ [مريم / ٢١]، وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ
[الروم / ٢٧]، وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً [النور / ١٥] والْهَاوُونَ : فاعول من الهون، ولا يقال هارون، لأنه ليس في كلامهم فاعل.
هوى
الْهَوَى : ميل النفس إلى الشهوة. ويقال ذلك للنّفس المائلة إلى الشّهوة، وقيل : سمّي بذلك لأنّه يَهْوِي بصاحبه في الدّنيا إلى كلّ داهية، وفي الآخرة إلى الهَاوِيَةِ، وَالْهُوِيُّ : سقوط من علو إلى سفل، وقوله عزّ وجلّ : فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ
[القارعة / ٩] قيل : هو مثل قولهم : هَوَتْ أمّه أي : ثكلت. وقيل : معناه مقرّه النار، والْهَاوِيَةُ :
هي النار، وقيل : وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ
[إبراهيم / ٤٣] أي : خالية كقوله : وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً [القصص / ١٠] وقد عظّم اللّه تعالى ذمّ اتّباع الهوى، فقال تعالى : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ
[الجاثية / ٢٣]، وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى
[ص / ٢٦]، وَاتَّبَعَ هَواهُ [الأعراف / ١٧٦] وقوله : وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ
[البقرة / ١٢٠] فإنما قاله بلفظ الجمع تنبيها على أنّ لكلّ واحد هوى غير هوى الآخر، ثم هوى كلّ واحد لا يتناهى، فإذا اتّباع أهوائهم نهاية الضّلال والحيرة، وقال عزّ وجلّ :
وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الجاثية / ١٨]، كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ
[الأنعام / ٧١] أي : حملته على اتّباع الهوى. وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا [المائدة / ٧٧]، قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ [الأنعام / ٥٦]، وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ [الشورى / ١٥]، وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ [القصص / ٥٠] والهُوِيُّ :
ذهاب في انحدار، والْهَوِيُّ : ذهاب في ارتفاع، قال الشاعر :
٤٧٢ -
يَهْوِي محارمها هويّ الأجدل
«١» والْهَوَاءُ : ما بين الأرض والسماء، وقد حمل
(١) العجز في البصائر ٥ / ٣٦٠ دون نسبة من المحقق، وأساس البلاغة (هوى)، دون نسبة أيضا. وشطره الأول :
وإذا رميت به الفجاج رأيته وهو لأبي كبير الهذلي، في ديوان الهذليين ٢ / ٩٤، والمجمل ٤ / ٨٩٣. [استدراك ].