المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٥٨
والوحد المفرد، ويوصف به غير اللّه تعالى، كقول الشاعر :
٤٥٦ -
على مستأنس وحد
«١» وأحد مطلقا لا يوصف به غير اللّه تعالى، وقد تقدّم فيما مضى «٢»، ويقال : فلان لا واحد له، كقولك : هو نسيج وحده، وفي الذّمّ يقال : هو عيير وحده، وجحيش وحده، وإذا أريد ذمّ أقلّ من ذلك قيل : رجيل وحده.
وحش
الوحش : خلاف الإنس، وتسمّى الحيوانات التي لا أنس لها بالإنس وحشا، وجمعه :
وُحُوش. قال تعالى : وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [التكوير / ٥]، والمكان الذي لا أنس فيه :
وَحْش، يقال : لقيته بوحش إصمت «٣». أي :
ببلد قفر، وبات فلان وحشا : إذا لم يكن في جوفه طعام، وجمعه أوحاش، وأرض مُوحِشَة :
من الوحش، ويسمّى المنسوب إلى المكان الوَحِش وحشيّا، وعبّر بالوحشيّ عن الجانب الذي يضادّ الإنسيّ، والإنسيّ هو ما يقبل منهما على الإنسان، وعلى هذا وحشيّ القوس وإنسيّه.
وحى
أصل الوحي : الإشارة السّريعة، ولتضمّن السّرعة قيل : أمر وَحْيٌ، وذلك يكون بالكلام على سبيل الرّمز والتّعريض، وقد يكون بصوت مجرّد عن التّركيب، وبإشارة ببعض الجوارح، وبالكتابة، وقد حمل على ذلك قوله تعالى عن زكريّا : فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا
[مريم / ١١] فقد قيل : رمز. وقيل : أشار، وقيل : كتب، وعلى هذه الوجوه قوله : وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً
[الأنعام / ١١٢]، وقوله : وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ
[الأنعام / ١٢١] فذلك بالوسواس المشار إليه بقوله : مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ [الناس / ٤]، وبقوله عليه الصلاة والسلام :«وإنّ للشّيطان لمّة» «٤». ويقال للكلمة الإلهيّة التي تلقى إلى أنبيائه وأوليائه : وحي، وذلك أضرب حسبما دلّ
(١) تمام البيت :
كأنّ رحلي وقد زال النهار بنا يوم الجليل على مستأنس وحد
وهو للنابغة في ديوانه ص ٣١.
(٢) انظر : مادة (أحد).
(٣) انظر : المجمل ٣ / ٩١٨، والبصائر ٥ / ١٧٥، ومعجم البلدان ١ / ٢١٢، واللسان (وحش).
(٤) الحديث تقدّم في مادة (لهم).