المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٨٥
قبولُ الهبةِ، وفي الحديث :«لقد هممت أن لا أَتَّهِبَ إلّا من قرشيّ أو أنصاريّ أو ثقفيّ» «١».
وهج
الوَهَجُ : حصولُ الضّوءِ والحرِّ من النّار، والوَهَجَانُ كذلك وقوله : وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً
[النبأ / ١٣] أي : مضيئا، وقد وَهَجَتِ النارُ تَوْهَجُ، ووَهَجَ يَهِجُ ويَوْهَجُ، وتَوَهَّجَ الجوهر : تلألأ.
ولي
الوَلَاءُ والتَّوَالِي : أن يَحْصُلَ شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان، ومن حيث النّسبة، ومن حيث الدّين، ومن حيث الصّداقة والنّصرة والاعتقاد، والوِلَايَةُ النُّصْرةُ «٢»، والوَلَايَةُ : تَوَلِّي الأمرِ، وقيل : الوِلَايَةُ والوَلَايَةُ نحو : الدِّلَالة والدَّلَالة، وحقيقته : تَوَلِّي الأمرِ. والوَلِيُّ والمَوْلَى يستعملان في ذلك كلُّ واحدٍ منهما يقال في معنى الفاعل. أي : المُوَالِي، وفي معنى المفعول. أي : المُوَالَى، يقال للمؤمن : هو وَلِيُّ اللّهِ عزّ وجلّ ولم يرد مَوْلَاهُ، وقد يقال : اللّهُ تعالى وَلِيُّ المؤمنين ومَوْلَاهُمْ، فمِنَ الأوَّل قال اللّه تعالى : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا [البقرة / ٢٥٧]، إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ
[الأعراف / ١٩٦]، وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران / ٦٨]، ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا
[محمد / ١١]، نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ
[الأنفال / ٤٠]، وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى
[الحج / ٧٨]، قال عزّ وجلّ : قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ
[الجمعة / ٦]، وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ
[التحريم / ٤]، ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ
[الأنعام / ٦٢] والوالِي الذي في قوله : وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ
[الرعد / ١١] بمعنى الوَلِيِّ، ونفى اللّه تعالى الوَلَايَةَ بين المؤمنين والكافرين في غير آية، فقال : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ إلى قوله : وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
[المائدة / ٥١] «٣»، لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ
(١) الحديث عن ابن عباس أنّ أعرابيا وهب للنبي صلّى اللّه عليه وسلم هبة فأثابه عليها، قال : رضيت؟ قال : لا، فزاده، قال : رضيت؟
قال : لا، فزاده، قال : رضيت؟ قال : نعم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي». أخرجه أحمد في المسند ١ / ٢٩٥، وأبو داود مختصرا ٣ / ٢٩٠، والنسائي ٦ / ٢٨٠.
(٢) قال الفراء : وكسر الواو في الولاية أعجب إليّ من فتحها، لأنها إنما تفتح أكثر من ذلك إذا كانت في معنى النصرة، وكان الكسائي يفتحها ويذهب بها إلى النصرة. انظر : معاني القرآن ١ / ٤١٨.
(٣) الآية : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ، بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ، وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ.