المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٨٧
وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ
[الأنفال / ٢٠] أي :
لا تفعلوا ما فعل الموصوفون بقوله : وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً [نوح / ٧] ولا ترتسموا قولَ من ذُكِرَ عنهم : وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ [فصلت / ٢٦] ويقال : وَلَّاهُ دُبُرَهُ : إذا انهزم.
وقال تعالى : وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ
[آل عمران / ١١١]، وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ
[الأنفال / ١٦]، وقوله : فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا
[مريم / ٥] أي : ابنا يكون من أَوْلِيَائِكَ، وقوله : خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي
[مريم / ٥] قيل : ابن العمّ، وقيل مَوَالِيهَ. وقوله : وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ
[الإسراء / ١١١]، فيه نفي الوَلِيِّ بقوله عزّ وجلّ : مِنَ الذُّلِّ إذ كان صالحو عباده هم أَوْلِيَاءُ اللّهِ كما تقدم لكن مُوَالاتُهُمْ ليستولي هو تعالى بهم، وقوله : وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا
[الكهف / ١٧]، والوَلِيُّ :
المطرُ الذي يَلِي الوَسْمِيَّ، والمَوْلَى يقال للمعتِقِ، والمعتَقِ، والحليفِ، وابنِ العمِّ، والجارِ، وكلِّ من وَلِيَ أمرَ الآخرِ فهو وَلِيُّهُ، ويقال : فلان أَوْلَى بكذا. أي أحرى، قال تعالى :
النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ
[الأحزاب / ٦]، إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ [آل عمران / ٦٨]، فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما [النساء / ١٣٥]، وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ [الأنفال / ٧٥] وقيل :
أَوْلى لَكَ فَأَوْلى
[القيامة / ٣٤] من هذا، معناه : العقاب أَوْلَى لك وبك، وقيل : هذا فعل المتعدّي بمعنى القرب، وقيل : معناه انزجر.
ويقال : وَلِيَ الشيءُ الشيءَ، وأَوْلَيْتُ الشيءَ شيئا آخرَ أي : جعلته يَلِيهِ، والوَلَاءُ في العتق : هو ما يورث به، و«نهي عن بيع الوَلَاءِ وعن هبته»»
، والمُوَالاةُ بين الشيئين : المتابعة.
وهن
الوَهْنُ : ضعف من حيث الخلق، أو الخلق.
قال تعالى : قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي
[مريم / ٤]، فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ
[آل عمران / ١٤٦]، وَهْناً عَلى وَهْنٍ
[لقمان / ١٤] أي : كلّما عظم في بطنها : زادها ضعفا على ضعف : وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ
[النساء / ١٠٤]، وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا [آل عمران / ١٣٩]، ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ
[الأنفال / ١٨].
وهى
الوَهْيُ : شقّ في الأديم والثّوب ونحوهما،
(١) عبد اللّه بن عمر يقول : نهى رسول اللّه صلى الله عليه وآله عن بيع الولاء وعن هبته. أخرجه البخاري في العتق، باب بيع الولاء وهبته ٥ / ١٦٧، ومسلم برقم (١٥٠٦).