ج ١، ص : ٢٢
قوله : َاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ)
(١٤٨) :
يدل على أن تعجيل الطاعات أفضل من تأخيرها.
قوله تعالى :(لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) (١٥٠).
من الناس من يحتج به في جواز الاستثناء من غير جنسه وقد قال قوم : هو استثناء منقطع «١» ومعناه : لكن الذين ظلموا منهم يتعلقون بالشبهة ويضيعون موضع الحجة وهو مثل قوله :
(ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ) «٢». معناه : لكن اتباع الظن.
وقال النابغة :
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم بهنّ فلول من قراع الكتائب
ومعناه : لكن بسيوفهم فلول وليس بعيب.
وقيل : أراد بالحجة المحاجة والمجادلة ومعناه : لئلا يكون للناس عليكم حجاج إلّا الذين ظلموا منهم يحاجونكم بالباطل.
قوله تعالى :(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) (١٥٢).
يحتمل التفكر في دلائله.
ومثله قوله :(أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) «٣».
(١) كما روى ذلك ابن عطية وذكر القرطبي «و قالت فرقة - الا الذين - استثناء متصل» ا ه ج ٢ ص ١٦٩.
(٢) سورة النساء آية ١٥٧.
(٣) سورة الرعد آية ٢٨.