ج ٢، ص : ٣٧٨
منه، لكان أولى بأن يتعرض له، فيظهر بذلك الاحتمال الآخر وهو أن قوله :(فَآذُوهُما)، (وفَأَمْسِكُوهُنَّ)، لم ينسخه خبر عبادة، وإنما نسخه الذي في النور، فكان ذلك شاملا للبكر والثيب جميعا على وجه واحد، فإن الثيب أكثر من يصدر منهم الزنا، فكيف لا يتعرض لهن.
يبقى أن يقال : فما معنى قوله عليه السلام :«خذوا عني قد جعل اللّه لهن سبيلا» والسبيل كان سابقا؟
فيقال : إن ذلك من أخبار الآحاد، فلا يعترض به على هذا الأمر المقطوع به الذي قلناه.
أو يقال : قوله «قد جعل اللّه لهن سبيلا»، بيان حكم اللّه تعالى، وحكم اللّه تعالى يجوز أن يرد في دفعتين، فإذا ورد ثانيا، كان تتمة السبيل الذي أطلقه كتاب اللّه تعالى.
وفيه شيء آخر من الإشكال، وذلك أن اللّه تعالى يقول في الآية الأولى :
(فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ) الآية (١٥).
ويقول في الآية الثانية :(فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما) الآية (١٦).
فإن كان الذي وجب على الرجلين، أو على الرجل والمرأة على اختلاف المعنيين، عين الحبس، فإذا عزر المعزر منه، وجب الإعراض عنه، تاب أو لم يتب بقوله :


الصفحة التالية
Icon