ج ٣، ص : ١٤٢
وقوله : وأمر بالعرف : العرف المعروف، وفي الخبر الصحيح عن أبي جري جابر بن سليم قال :
ركبت قعودا ثم أتيت إلى المدينة فطلبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، وأنخت قعودي بباب المسجد، فدلوني على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، فإذا هو جالس عليه برد من صوف فيه طرائق حمر، فقلت : السلام عليك يا رسول اللّه، فقال : وعليك السلام، فقلت : إنا معشر البادية قوم فينا الجفاء فعلمني كلمات ينفعني اللّه بها، فقال : ادن ثلاثا، فدنوت، فقال : أعد عليّ، فأعدت، فقال :
اتق اللّه ولا تحقرن من المعروف شيئا، وأن تلقى آخاك بوجه منبسط، وأن تفرغ من فضل دلوك في إناء المستسقى، وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم فيه، فإن اللّه تعالى جاعل لك أجرا وعليه وزرا، ولا تسبن شيئا مما خولك اللّه تعالى. قال أبو جري : فوالذي ذهب بنفسه ما سببت بعده شاة ولا بعيرا «١».
قوله تعالى :(وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ).
يجوز أن يكون في ترك مخاوضتهم في الباطل، ويجوز أن يكون قبل الأمر بالقتال.
قوله تعالى :(وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) :
الآية : ٢٠٤.
قد اختلف الفقهاء في القراءة خلف الإمام.
(١) رواه أحمد وأبو داود النسائي والبغوي والماوردي وابن حبان والطبراني وأبو نعيم والبيهقي والضياء في المختارة وغيرهم مع اختلاف في الترتيب ورواه الترمذي بالإسناد الصحيح وأبو داود جابر بن سليم (راجع فيض القدير للمناوي [.....]