ج ٣، ص : ١٦٤
هو رأي، لأني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحد، فأردت أن أدفعه عنكم إلى يوم، فقال السعدان : سعد بن عبادة وسعد بن معاذ رضي اللّه عنهما :
واللّه يا رسول اللّه إنهم لم يطمعوا فيها منا إلا بشراء أو قراء، ونحن كفار، فكيف وقد أعزنا اللّه تعالى بالإسلام، ولا نعطيهم إلا بالسيف، وشقا الصحيفة.
قوله تعالى :(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ)، الآية... وقوله تعالى :(وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً) «١».
وعلم اللّه تعالى سابق أزلي، فمعناه أن اللّه تعالى بيّن أن الواحد في ابتداء الإسلام يفي بعشرة لأمور :
منها : النصرة منه تعالى.
ومنها : الصبر والقوة.
ومنها : قوة النية والبصيرة.
ثم بعد زمان نسخ ذلك لنقصان القوة في الدين، وضعف النية في محاربة المشركين.
فهذا معنى قوله :(وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً).
فقوله تعالى الآن، دخل في ضعف الناس لا في علم اللّه تعالى.
قوله تعالى :(ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ)، الآية : ٦٧.
وذلك يدل على أن العدول عن القتل إلى الأسر حرام على كل نبي، حتى يكثر القتل منه، فتحصل هيبته في القلوب، وتمتلئ النفوس منه
(١) سورة الأنفال آية ٦٥ - ٦٦