ج ٣، ص : ٦٠
ليست النظافة في الوضوء «١» ظاهرة للخلق ظهورا يقال إن الشرع أمر بها لأجل ذلك.
وقوله تعالى :(كُونُوا قَوَّامِينَ) - إلى قوله - (لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا)، الآية ٨ : دل صدر الآية على وجوب القيام للّه تعالى بالحق، وكل ما يلزمنا القيام به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقوله تعالى :(شُهَداءَ بِالْقِسْطِ)، أي بالعدل، ويحتمل أن تكون هذه الشهادة لأمر اللّه تعالى أنه حق، ودل سياق الآية عليه.
قوله تعالى :(وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا) :
أبان به بأن كفر الكافر لا يمنع من العدل عليهم، وأن يقتصر بهم على المستحق من القتل والأسر، وأن المثلة بهم غير جائزة، وإن قتلوا نساءنا وأطفالنا وغمرنا بذلك، فليس لنا أن نقابلهم بمثله قصدا لإيصال الغم والحزن إليهم، وإليه أشار عبد اللّه بن رواحة في القصة المشهورة بقوله :
«حبي له وبغضي لكم لا يمنعني من أن أعدل فيكم» «٢».
قوله تعالى :(يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) «٣» :
تحريفهم إياه بسوء التأويل، لا أنه مكابرة لفظ صريح شائع مستفيض، كما تأولت المبتدعة كثيرا من المتشابهات، على ما تعتقده من مذاهبها، دون إعطاء التدين حقه، فأما مكاتمة ما قد علموه على اشتهار، فمكابرة ومعاندة، فلا يصح وقوعه على سبيل التواطؤ منهم، كما لا يصح التواطؤ
(١) هكذا وردت بالأصل، ولعل الأصح التيمم.
(٢) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن النعمان بن بشير.
(٣) سورة المائدة آية ١٣.