ج ٤، ص : ٣٨٢
يقبل قوله.. وكذلك قوله : وقد أنفذ فلان هذا إليك هدية، فإنه يقبل ذلك.. كذلك يقبل خبر الكافر في مثله.
قوله تعالى :(فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ)، الآية/ ٩.
فيه دلالة على جواز قتال البغاة، وأن ذلك من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنه أخذ علي رضي اللّه عنه قتال الفئة الباغية بالسيف، وكان معه كبار الصحابة :
وقال صلّى اللّه عليه وسلّم لعمار :«ستقتلك الفئة الباغية» «١».
والذي ورد في الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال :
«ستكون فتنة القائم فيها خير من الماشي والقاعد خير من القائم».
وإنما أراد به الفئة التي يقتل الناس فيها من جهة الدنيا والعصبية والحمية، من غير إمام تجب طاعته.
قوله تعالى :(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)، الآية/ ١٠.
يعني أنهم إخوة في الدين.
وقوله :(فَأَصْلِحُوا) : يدل على وجوب الإصلاح عند التنازع بين المسلمين.
قوله تعالى :(لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ)، الآية/ ١١.
نهى اللّه تعالى بهذه الآية عن عيب من لا يستحق أن يعاب تحقيرا له، لأن ذلك هو معنى السخرية به، فأخبر أنه وإن كان أرفع حالا منه في الدنيا، فعسى أن يكون المسخور منه خيرا في الآخرة، وخيرا عند اللّه تعالى.
(١) أخرجه الامام أحمد، والترمذي، والطبراني