ج ٤، ص : ٤٠٩

(بسم اللّه الرّحمن الرّحيم)

سورة الممتحنة
قوله تعالى :(لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ)، الآية/ ١.
فيه دلالة على أن خوف الجائحة على المال والولد لا يبيح التقية في دين اللّه تعالى، وأن العذر الذي أبرزه حاطب بن أبي بلتعه لا أثر له «١».
ويحتمل أن يقال إن ذلك لم يكن إكراما، وإنما كان توددا إليهم، لما كان يأمل من نفع من جهتهم.
قوله تعالى :(لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ)، الآية/ ٨.
فيه دليل على جواز التصدق على أهل الذمة دون أهل الحرب، ووجوب النفقة للأب الكافر الذمي، وأما الحربي فيجب قتله.
قوله تعالى :(إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ)، الآية/ ١٠.
كان الشرط في صلح الحديبية أن يرد على المشركين من هاجر إلى المدينة، ممن كان مسلما «٢»، ونزلت سورة الممتحنة عن الصلح فكان من
__
(١) أنظر تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٨ طبعة الحلبي.
(٢) أي من أسلم من أهل مكة بعد الصلح وهاجر الى المدينة.


الصفحة التالية
Icon