ج ٤، ص : ٤١٩

(بسم اللّه الرّحمن الرّحيم)

سورة الطلاق
قوله تعالى :(فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ)، الآية/ ١.
شرحنا معناه في سورة البقرة.
وزمان الطلاق المشروع المعلوم من هذه الآية زمان الطهر لا غير، لا جرم قال الشعبي : يجوز أن يطلقها في طهر مسها فيه.
وقوله تعالى :(لِعِدَّتِهِنَّ).
يدل على أن الطهر إن جعل وقت الطلاق، فالثاني والأول والثالث سواء، وأن اللفظ عموم فيه.
وقد ظن قوم أنه لما قال :(لِعِدَّتِهِنَّ)، فينبغي أن ينتظم الكلام على العدة.
وهذا باطل، فإن فعل الطلاق من الزوج، إنما يتصور في سماعه، وإنما الشامل الحاوي وقت العدة والعدة وقت الطلاق.
قوله تعالى :(لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ)، الآية/ ١.
فيه دليل على وجوب السكنى لها ما دامت في العدة، فإن بيوتهن التي نهى اللّه تعالى عن إخراجهن منها، هي البيوت التي كانت تسكنها قبل


الصفحة التالية
Icon