تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} ١ هو جمع السبع الذي يستعمل للكثرة. وإذا كان ذلك كذلك فاحتمل أن يُتوهّم أنَّ المراد بالسبع ما هو أكثر من السبع، فيجب حينئذ رفعُ هذا الاحتمال بذكر الفذلكة، قال الزركشي: "وللعرب مستند قوي في إطلاق السبع والسبعة وهي تريد الكثرة".
وهناك أقوال أخرى كثيرة لا أريد الإِطالة بذكرها ويكفي منها ما ذكرت، وقد ختم أبو حيان ما أورده من توجيهات بقوله: "وبهذه الفوائد التي ذكرناها رَدٌّ على الملحدين في طعنهم بأن المعلوم بالضرورة أنَّ الثلاثةَ والسبعةَ: عشرةٌ فهو إيضاح للواضحات"٢.
الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ ٣.
فقوله تعالى: ﴿أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ فذلكة العددين: ثلاثين ليلة وعشر، وكل أحد يعلم أنَّ الثلاثين مع العشرة تكون أربعين٤. وللعلماء في توجيه ذلك عدةُ أقوال منها:
١- قال أبو حيان في تفسيره: "والذي يظهر أنَّ هذه الجملة تأكيد وإيضاح"٥. وكذا قال أبو يحي زكريا الأنصاري: " فائدته التوكيد"٦. وقال الرازي: " فيه فوائد إحداها التأكيد" ٧.
٢ البحر المحيط: أبو حيان، ج٢ ص ٨٠.
٣ سورة الأعراف الآية ١٤٢.
٤ الروض الريان: شرف الدين بن ريان، ج١ ص٦٧. وتفسير الرازي: ج١٤ ص ٢٢٦.
٥ البحر المحيط: ج٤ ص ٣٨١.
٦ فتح الرحمن بكشف ما يلبس في القرآن: أبو يحي زكريا الأنصاري، ص ٢٠٧.
٧ مسائل الرازي وأجوبتها: محمد ابن أبي بكر الرازي، ص ٩٩.