مجاز القرآن، ج ١، ص : ١٧٢
«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى » (٦٦) :«١» والصابىء الذي يخرج من دين إلى دين، كما تصبُؤ النجوم من مطالعها، يقال : صبأت سنّه وصبأ فلان علينا : أي طلع ورفع «الصابئون» لأن العرب تخرج المشرك فى المنصوب الذي قبله من النصب إلى الرفع على ضمير فعل يرفعه، أو استئناف ولا يعملون النصب فيه، ومع هذا إن معنى «إنّ» [معنى ] الابتداء، ألا ترى أنها لا تعمل إلا فيما يليها ثم ترفع الذي بعد الذي يليها كقولك : إن زيدا ذاهب، فذاهب رفع، وكذلك إذا واليت بين مشركين رفعت الأخير على معنى الابتداء. سمعت غير واحد يقول :
فمن يك أمسى بالمدينة رحله فإنّى وقيّار بها لغريب «٢»

__
(١) «الصَّابِئُونَ» : قال أبو بكر السجستاني :«صابئين أي خارجين من دين إلى دين، يقال : صبأ فلان إذا خرج من دينه إلى دين آخر وصبأت النجوم خرجت من مطالعها (غريب القرآن ١٠٨).
(٢) من الأبيات التي قالها ضأبى بن الحارث البرجى وهو محبوس بالمدينة فى زمن عثمان بن عفان، فى الأصمعيات ١٦. والبيت فى الكتاب ١/ ٢٩ والكامل ١٨١ والطبري ٦/ ١٢١ والشنتمرى ١/ ٣٨ والقرطبي ٦/ ٢٤٦ وابن يعيش ١/ ١١٣، ٢/ ١١٢٦ والعيني ٢/ ٣١٨ وشواهد المغني ٢٩٣ والخزانة ٤/ ٢٢٣ واللسان والتاج (قير).


الصفحة التالية
Icon