مجاز القرآن، ج ١، ص : ٢١٩
و قال : من الغابرين، لأن صفة النساء مع صفة الرجال تذكّر إذا أشرك بينهما وقال العجاج :
فما ونى محمد مذ أن غفر له الإله ما مضى وما غبر «١»
أي ما بقي وقال الأعشى :
عض بما أبقى المواسى له من أمّه فى الزّمن الغابر «٢»
و لم يختن فيما مضى فبقى من الزمن الغابر أي الباقي ألا ترى أنه قد قال :
و كنّ قد أبقين منها أذى عند الملاقى وافر الشافر
«وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ» (٨٤) مجازه : لا تظلموا الناس حقوقهم ولا تنقصوها وقالوا فى المثل :«نحسبها حمقاء وهى باخسة» أي ظالمة. «٣»
«تَبْغُونَها عِوَجاً» (٨٥) مكسورة الأول مفتوح ثانى الحروف وهو الاعوجاج فى الدين وفى الأرض، وفى آية أخرى :

__
(١) استشهد أبو عبيدة بهذا الرجز وبالبيتين الآتيين فى تفسير آية ١٧١ من سورة الشعراء فى الجزء الثاني من هذا الكتاب وهما فى ديوان العجاج ١٥ والطبري ١١/ ١٩٨، ١٦/ ١١٢ والقرطبي ٧/ ٢٤٦، ١٣/ ١٣٢.
(٢) ديوانه ١٠٦ من قصيدة يهجو بها علقمة ويذكر أمه- والأول فى الأضداد للأصمعى ٥٨ ولأبى حاتم السجستاني ١٥٤ والطبري ٨/ ١٥٤ واللسان والتاج (غير) والثاني فى اللسان (لقى).
(٣) «لا تظلموا... ظالمة» : أخذ الطبري (٨/ ١٥٥) هذا الكلام برمته وقد مضى تخريج المثل.


الصفحة التالية
Icon