مجاز القرآن، ج ١، ص : ٢٤٤
فمن يك سائلا عنى فإنى وجروة لا ترود ولا تعار (٢٧٦)
و لم يقل لا نرود ولا نعار فيدخل نفسه معها فى الخبر، وكذلك قول الأعشى :
و إنّ إمراء أهدى إليك ودونه من الأرض موماة ويهماء خيفق
لمحقوقة أن تستجيبى لصوته وأن تعلمى أن المعان موفّق
قال أبو عبيدة : كان المحلق اهدى إليه طلبا لمديحه وكانت العرب تحب المدح فقال لناقته يخاطبها :
و إن أمراء أهدى إليك ودونه «١»
ترك الخبر عن امرئ وأخبر عن الناقة فخاطبها. وفى آية أخرى :
«وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» (٨/ ٤٩).
«وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى » (١٧) مجازه : ما ظفرت ولا أصبت ولكن اللّه أيّدك وأظفرك وأصاب بك ونصرك ويقال : رمى اللّه لك، أي نصرك اللّه وصنع لك.
(١) : ديوانه ١٤٩- والإنصاف ٣٢ والخزانة ١/ ٥٥١، ٢/ ٤١١.- فالمراد بالمرء ممدوحه والخطاب لناقته وكان ممدوحه أهداها له فالكلام على هذه الرواية من أوله إلى هنا خطاب لناقته (الخزانة).