مجاز القرآن، ج ١، ص : ٣٠٠
«وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا» (١١٣) أي لا تعدلوا ولا تنزعوا إليهم ولا تميلوا، ويقال : ركنت إلى قولك أي أردته وأحببته وقبلته، ومجاز «ظلموا» هاهنا : كفروا.
«وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ» (١١٥) أي ساعات وواحدتها زلفة، أي ساعة ومنزلة وقربة ومنها سميت المزدلفة، قال العجّاج :
ناج طواه الأين مما وجفا طىّ اللّيالى زلفا فزلفا «١»
سماوة الهلال حتى احقوقفا «٢»
[سماوته : شخصه وسماوة الرجل شخصه، ووقع، طىّ على ضمير فعل للمطى فيصير به فاعلا].
«فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ» (١١٧) مجازه : فهلا «٣» كان من القرون الذين من قبلكم ذووا بقية، أي يبقون و«يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ
(١) «و زلفا... فزلفا» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٦٨.
(٢) ديوانه ٨٤- والكتاب ١/ ١٥٠ والطبري ١٢/ ٧٢ والصحاح واللسان والتاج (زلف) والشنتمرى ١/ ١٨٠ وفتح الباري.
(٣) «فلو لا... فهلا» : وفى البخاري : فلو لا كان فهلا كان. قال ابن حجر :(٨/ ٢٦٧) وهو قول أبى عبيدة، قال فى قوله تعالى :«فلو لا» الآية إلى قوله «من القرون».