مجاز القرآن، ج ١، ص : ٣٧٣
[كلّ بنى حرّة قصارهم قلّ وإن أكثرت من العدد] «١»
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا يوما يصيروا للهلك والنّفذ
و بعضهم يقرؤها :«أَمَرْنا مُتْرَفِيها»
على تقدير أخذنا وهى فى معنى أكثرنا وآمرنا غير أنها لغة أمرنا : أكثرنا «٢» ترك المدّ ومعناه أمرنا، ثم قالوا :
مأمورة من هذا، فإن احتج محتج فقال هى من أمرت فقل كان ينبغى أن يكون آمرة ولكنهم يتركون إحدى الهمزتين، وكان ينبغى أن يكون آمرة ثم طوّلوا ثم حذفوا «و لأمرنّهم» (٤/ ١١٩) فلم يمدوها قال الأثرم : وقول أبى عبيدة فى مأمورة لغة وقول أصحابنا قياس وزعم يونس عن أبى عمرو أنه قال : لا يكون هذا وقد قالت العرب : خير المال نخلة مأبورة ومهرة مأمورة أي كثيرة الولد. وله موضع آخر مجازه : أمرنا ونهينا فى قول بعضهم وثقّله بعضهم فجعل معناه أنهم جعلوا أمراء.

__
(١) : ديوانه ١/ ١٩، والأغانى ١٥/ ١٣٣، والقرطبي ١٠/ ٢٣٣، والثاني فقط فى اللسان والتاج (أمر).
(٢) «أكثرنا» : قال الطبري (١٥/ ٤٠) : وقد كان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة يقول قد يتوجه معناه إذا قرىء كذلك إلى معنى «أكثرنا مترفيها» ويحتج لتصحيحه ذلك بالخبر الذي روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال :
خير المال مهرة مأمورة أو سكة مأبورة ويقول : إن معنى قوله مأمورة كثيرة النسل، وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين ينكر ذلك من قيله...
ولا يجيز أمرنا بمعنى أكثرنا... إلخ.
(ص ٣٧٣) «خير... مأمورة» : وفى الحديث : خير المال سكة مأبورة ومهرة مأمورة أخرجه حميد وإسحاق وابن أبى رشيق والحارث والطبراني وأبو عبيد من رواية مسلم بن بديل... عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : خير مال المرء ميرة مأمورة أو سكة مأبورة (الكافي الشاف فى تحريج أحاديث الكشاف ٢/ ٦٥٥) وانظره فى الطبري ١٥/ ٤٠ والقرطبي ١٠/ ٢٣٣ والغريبين والنهاية واللسان (أمر).


الصفحة التالية
Icon