مجاز القرآن، المقدمة، ص : ٥
تصدير بقلم العلامة الأستاذ أمين الخولي
أستاذ التفسير والأدب العربي بكلية الآداب بجامعة القاهرة
شروق جديد
يخرج كل ما في هذا الكتاب من «إستانبول». حتى هذه المقدمة أكتبها فى «إستانبول»، وأنا أطالع من نافذة الفندق قبة «نور عثمانية» ومنارتيها الشامختين وأشاهد فى مغداى ومراحى «كوپريلى» الوديعة بحديقتها الصغيرة، وأرى كلما غرّبت فى المدينة أو شرّقت معقلا من معاقل ذلك التراث الثقافى العتيد.
وخروج «مجاز القرآن» لأبى عبيدة من «إستانبول» على يد فتى تركى جادّ فى دراسة العربية والشئون الإسلامية يؤذن- فيما أرجو- بشروق جديد...
تتناسى فيه «تركيا» أشياء من الماضي البعيد، وأشياء من الماضي القريب...
وأود ويود كثيرون غيرى من أبناء الشرق أن نتناسى لها تلك الأشياء، كما نود أن نتناساها معها لنحتفظ ببهجة هذا الشروق الجديد الوضيء... ومن أجل ذلك لا نسمى هنا شيئا من تلك الأشياء.
و«مجاز القرآن» لأبى عبيدة قد عنى به القدماء تلك العناية التي سترى صفحات الكتاب تفيض بما يعرضه منها الناشر.
مجاز القرآن، ج ١، ص : ٥
فربّ ذى سرادق محجور سرت إليه فى أعالى السور
«١» الواو ساكنة، السرادق : الفسطاط وهو البلق ومجاز سورة فى لغة من همزها :
مجاز قطعة من القرآن على حدة وفضلة منه لأنه يجعلها من قولهم : أسأرت سؤرا منه، أي أبقيت وأفضلت منه فضلة. «٢»
و الآية من القرآن : إنما سمّيت آية لأنها كلام متصل إلى انقطاعه، «٣» وانقطاع معناه قصة ثم قصة.
ولسور القرآن أسماء : فمن ذلك أن «الحمد للّه» تسمّى «أم الكتاب»، لأنه يبدأ بها فى أول القرآن وتعاد [قراءتها] فيقرأ بها فى كل ركعة [قبل السورة] ولها اسم آخر يقال لها : فاتحة الكتاب لأنه يفتتح بها فى المصاحف فتكتب قبل القرآن، «٤»
(١) : فى ديوانه رقم ١٥، وفى الكتاب لسيبويه ٢/ ٢٤٥ واللسان، التاج (سور).
(٢). (٢- ٤) «سورة... فضلة» : نقله أبو بكر السجستاني باختلاف يسير فى غريب القرآن ١٠١.
(٣) «كلام... انقطاعه» : كذا فى غريب القرآن لأبى بكر السجستاني ٣ [.....]
(٤). (٧- ٢) من ص ٦ «و لسور القرآن... قبل القرآن» : هذا الكلام فى فتح الباري (٨/ ١١٨)، أورده ابن حجر فى شرحه لقول البخاري :«و سميت أم الكتاب أنه يبدأ بقراءتها فى الصلاة»، انتهى. قال : هو كلام أبى عبيدة فى أول