مجاز القرآن، المقدمة، ص : ٧
- فى طمأنينة- إن الفتى المحقق سليم المنهج فى أساسه، يدرك أصول التحقيق العلمي للنص إدراكا جيدا.
كما أحب أن أشير إلى صبره الطويل فى تتبع شواهد أبى عبيدة فى مجازه ويدلك على مواضعها فى المراجع المختلفة وهو تتبع لم يكن من التكثر والتزيد، بل هو تتبع كان له الأثر الحسن فى تصويب خطأ لأبى عبيدة ومن تبعه، كما ترى ذلك فى الصفحات ١٠٥، ١١٨، ٢٤٢... فكان ذلك التتبع منه دقة طيبة جاوزت عمل محقق النص وناشره، إلى عمل الدارس للكتاب درسا موضوعيا..
فحين أسلمك النص بما له وما عليه، أعلمك كذلك موضع هذا النص عند القدماء، وتأثرهم به.
وعمل الدكتور فؤاد فى «مجاز القرآن» قد ساعده عليه صبره الطويل كذلك فى دراسة مصادر «البخاري»، ذلك الدرس الذي عرفت شيئا عنه وأرجو أن ينشر فى العربية ليكون كذلك مثلا صالحا من جد الشبان المرجوّين لحمل العبء، وملء الميدان.. وهو مثل من خدمة العرب الخلص فى دراسة العربية والشئون الإسلامية فإذا ما كان من فتى تركى، فإنه لجدير بأن يفتح أمامى آفاق الأمل، فى الشروق الجديد، الذي رجوته لتركيا؟
أمين الخولي إستانبول فى صفر سنة ١٣٧٤ ه اكتوبر سنة ١٩٥٤ م
مجاز القرآن، ج ١، ص : ٦
و يفتتح بقراءتها فى كل ركعة قبل قراءة ما يقرأ به من السور فى كل ركعة.
ومن ذلك اسم جامع لما بلغ عددهن مائة آية أو فويق ذلك أو دوينه فهو «المئون»، وقد فرغنا من ذلك فى الرجز الذي بعد هذا. ومن ذلك اسم جامع للآيات وهو :«المثاني»، وقد فرغنا من ذلك فى الرجز الذي بعد هذا. ومن ذلك اسم لقوله :«قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» (١٠٩)، ولقوله :«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» (١١٢) يقال لهما :«المشقشتان»، ومعناه المبرّئتان من الكفر والشكّ والنفاق كما يقشقش الهناء الجرب فيبرئه. ومن ذلك اسم جامع لسبع سور من أول القرآن، يقال للبقرة (٢)، وآل عمران (٣)، والنساء (٤)، والمائدة (٥)، والأنعام (٦)، والأعراف (٧)، والأنفال (٨) :«السبع الطول»، قال سليمان :«١»
(١) سليمان : لعله سليمان بن يزيد العدوى لأن أبا عبيدة استشهد ببيت له فى تفسير آية ٤٤ من سورة الروم فى الجزء الثاني من هذا الكتاب. وقال أبو حاتم :
أخبرنى أبو عبيدة (؟) فسألت عن نسبه فقال : ليس بعدوي، ولكنه كان نازلا فى بنى عدى تيم فنسب إليهم وهو مولى لبنى أمية، وقال أبو حاتم أيضا فى سليمان : ليس بحجة وهو مولد، قال غيره : هو حجة فى هذا لأنه جود فى البيت ولم يخرج عما قاله الفصحاء، ولا انفرد بشىء شاذ (حاشية ٩٩ آ)