مجاز القرآن، ج ٢، ص : ١٤٨
«قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ» (٢٣) منصوب لأنه مختصر كأنه : قالوا قال ربنا الحق، وقد رفعه لبيد ولا أظنه إلا احتياجا إلى القافية قال :
ألا تسألان المرء ماذا يحاول أنحب فيقضى أم ضلال وباطل
«١» [٧٣٧].
«وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى «٢» هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» (٢٤) مجازه : إنا لعلى هدى وإياكم إنكم فى ضلال مبين لأن العرب تضع «أَوْ» فى موضع واو الموالاة قال :
أ ثعلبة الفوارس أو رياحا عدلت بهم طهيّة والخشابا
«٣» [٧٣٨] يعنى أثعلبة ورياحا. وقال قوم قد يتكلم بهذا من لا يشكّ فى دينه وقد علموا أنهم على هدى وأولئك فى ضلال مبين فيقال هذا وإن كان كلاما واحدا على وجه الاستهزاء يقال هذا لهم، قال أبو الأسود :
يقول الأرذلون بنو قشير طوال الدهر ما تنسى عليا» [٧٣٩]
بنو عمّ النبىّ وأقربوه أحبّ الناس كلّهم إليّا
فإن يك حبّهم رشدا أصبه ولست بمخطىء إن كان غيّا
(١).- ٧٣٧ : ديوانه ٢/ ٢٧ والكتاب ١/ ٣٥٨ والشنتمرى ١/ ٤٠٥ وابن يعيش ١/ ٤٦٥ والعيني ١/ ٤٤٠ والخزانة ٢/ ٥٥٦.
(٢).- ٥- ١٣ «لعلى... غيا» : روى الطبري (٢٢/ ٥٧) هذا الكلام برمته.
(٣).- ٧٣٨ : البيت فى ديوان جرير ص ٦٦ والكتاب ١/ ٤١، ٤٣٧ والشنتمرى ١/ ٥٢، ٥٨٩ والعيني ٢/ ٥٣٢ واللسان والتاج (خشب) والقرطبي ١٤/ ٧٢٩.
(٤).- ٧٣٩ : ديوانه رقم ٦٠ والكامل للمبرد ص ٥٥٥ والسمط ص ٦٤٣.