مجاز القرآن، ج ٢، ص : ١٥٠
و لا أولادكم بالذين يقربونكم عندنا زلفى لأن العرب إذا أشركوا بين الآدميين والموات غلب تقدم فعل الآدميين على فعل الموات..
«وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ» (٤٠) مجاز الألف هاهنا مجاز الإيجاب والإخبار والتقرير وليست بألف الاستفهام بل هى تقرير للذين عبدوا الملائكة وأبس لهم قال جرير :
أ لستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
(٤٣)
«وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ» (٤٥) أي عشر ما أعطيناهم..
«فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ» (٤٥) أي تغييرى وعقوبتى..
«مَثْنى وَفُرادى » (٤٦) اثنين اثنين وفردا فردا ولا ينوّن فى مثنى، زعم النحويون لأنه صرف عن وجهه..
«قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ» (٤٨) أي يأتى بالحقّ..
«أَنَّى لَهُمُ» (٥٢) أي كيف لهم وأين..
«التَّناوُشُ» (٥٢) يجعله من لم يهمزه «من نشت تنوش» وهو التناول قال غيلان :
فهى تنوش الحوض نوشا من علا
«١» [٧٤١]

__
(١).- ٧٤١ :«غيلان» : هو غيلان بن حريث الربعي، قال البغدادي : لم أقف على ترجمته (الخزانة ٤/ ١٢٦)- والبيت فى الكتاب (طبع القاهرة) ٢/ ١٢٥ وإصلاح المنطق ص ٤٧٩ والطبري ٢٢/ ٦٥ والصحاح واللسان والتاج (نوش، علا) والاقتضاب ص ٤٤٧ والقرطبي ١٤/ ٣١٦ وابن بعيش ١/ ٥٤٣ والخزانة ٤/ ١٢٥، ٢٦١.
«و من جعله... المطلب» : حكاه القرطبي (١٤/ ٣١٦) عن النحاس : وأبو عبيدة يستبعد هذه القراءة لأن التناوش بالهمز البعد فكيف يكون :«و أنى لهم البعد من مكان بعيد». قال أبو جعفر (النحاس) والقراءة جائزة حسنة ولها وجهان فى كلام العرب ولا يتأول بها هذا المتأول البعيد فأحد الوجهين أن يكون الأصل غير مهموز ثم همزت الواو لان الحركة فيها خفية وذلك كثير فى كلام العرب.


الصفحة التالية
Icon