مجاز القرآن، ج ٢، ص : ١٦١
تخفيفها، مجازها مجاز «هيّن»، «ليّن» ثم يخففون فيقولون : هين، لين، كما قال ابن الرّعلاء الغسّانىّ :
ليس من مات فأستراح بميت إنما الميت ميّت الأحياء
[١٧٩] فجعله خفيفا جميعا موضع : قد مات وموضع : لم يمت ثم ثقّل الخفيف..
«وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ» (٣٤- ٣٥) مجاز هذا مجاز قول العرب يذكرون الاثنين ثم يقتصرون على خبر أحدهما وقد أشركوا ذاك فيه وفى القرآن «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ» (٩/ ٣٤) وقال الأزرق بن طرفة «١» ابن العمرّد الفراصى من بنى فراص من باهلة :
رمانى بأمر كنت منه ووالدي برئا ومن دون الطّوىّ رمانى
«٢» [٧٦١] اقتصر على خبر واحد وقد أدخل الآخر معه وقال حسّان بن ثابت :
إن شرخ الشباب والشّعر الأسود ما لم يعاص كان جنونا
(٢٩١) ولم يقل : يعاصيا وكانا..
«نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ» (٣٧) نميّزه منه فنجىء بالظلمة «فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ» (٣٧) أي يقال للرجل : سلخه اللّه من دينه»
..
«حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ» (٣٩) هو الإهان إهان العذق الذي فى أعلاه العثاكيل «٤» وهى الشّماريخ والعذق بفتح العين النخلة.

__
(١).- ٨ «الأزرق بن طرفة» : لم أقف على ترجمته.
(٢).- ٧٦١ : البيت منسوب فى الكتاب (١/ ٢٩) والشنتمرى (١/ ٣٨) إلى ابن أحمر ونسبه المحبى للفرزدق (شواهد الكشاف ٣١١).
(٣).- ١٥ «سلخة.. دينه» : هذا القول فى القرطبي ١٥/ ٢٦.
(٤).- ١٧ «العثاكيل» : واحدها العثكال والعثكول والعثكلة العذق.
الشماريخ : واحدها الشمراخ والشمرخ.


الصفحة التالية
Icon