مجاز القرآن، ج ٢، ص : ٢١
الدهر والجدب بنى فلان، وقوم يقولون : أسحته بالألف وقال الفرزدق :
و مضّ زمان يا ابن مروان لم يدع «١» من المال إلّا مسحت أو مجلّف
«٢» [٥٤٣] والمسحت المهلك، والمجلّف : الذي قد بقي منه بقية، ولم يدع، أي لم يبق وقال سويد بن أبى كاهل :
أرّق العين خيال لم يدع من سليمى ففوادى منتذع
«٣» [٥٤٤] لم يدع أي لم يستقر..
«إِنْ هذانِ لَساحِرانِ» (٦٣) قال أبو عمرو وعيسى ويونس «إنّ هذين لساحران» فى اللفظ وكتب «هذان» كما يزيدون وينقصون فى الكتاب واللفظ صواب. وزعم أبو الخطّاب أنه سمع قوما من بنى كنانة وغيرهم يرفعون الاثنين فى موضع الجر والنصب، قال بشر بن هلال «إِنْ» بمعنى الابتداء والإيجاب، ألا ترى أنها تعمل فيما يليها ولا تعمل فيما بعد الذي بعدها فترفع الخبر ولا تنصبه كما تنصب الاسم فكان مجاز

__
(١).- ٦ «لم يدع» : يفتح الدال كما ذكروا فى المعاجم ونص عليه الأنبارى بأنه بكسر الدال أي لم يسكن ولم يستقر (اللسان).
(٢).- ٥٤٣ : ديوانه ص ٥٥٦ والطبري ١٦/ ١١٩ وشرح المفضليات ص ٣٩٦ والجمهرة ٢/ ١٠٧ واللسان والتاج (جلف، سحت) والقرطبي ١١/ ٢١٥ والخزانة ٢/ ٣٤٧.
(٣).- ٥٤٤ : سويد بن أبى كاهل : شاعر مخضرم عاش فى الجاهلية دهرا وعمر فى الإسلام عمرا طويلا، وانظر ترجمته فى طبقات الشعراء للجمحى ص ٤٥ والشعراء ص ٢٥٠ والأغانى ١١/ ١٦٥.- والبيت من قصيدة مفضلية (ص ٣٨١- ٤٠٩) قد كانت تسمى اليتيمة لما اشتملت عليه من الأمثال والبيت أيضا فى النقائض ص ٥٥٧ واللسان والتاج (ودع).


الصفحة التالية
Icon