مجاز القرآن، ج ٢، ص : ٣١٠
«سورة والعصر» (١٠٣)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
«لَفِي خُسْرٍ» (٢) أي مهلكة ونقصان وقوله «إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» (٢- ٣) مجاز «إِنَّ الْإِنْسانَ» فى موضع «إن الأناسى» لأنه يستثنى الجميع من الواحد وإنما يستثنى الواحد من الجميع، ولا يقال : إن زيدا قادم إلى قومه وفى آية أخرى «إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً [وَ إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً] إِلَّا الْمُصَلِّينَ» (٧٠/ ١٩- ٢٢) وإنما جاز هذا فيما أظهر لفظ الواحد منه لأن معناه على الجميع فمجازه مجاز أحد، يقع معناه على الجميع وعلى الواحد فى القرآن «فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ» (٦٩/ ٤٧) وقال نابغة بنى دبيان :وقفت فيها أصيلالا أسائلها عيّت جوابا وما بالربع من أحد
«١» [٣٨٠] إلا الأوارىّ لأيا ما أبيّنها
__
(١).- ٣٨٠ : ديوانه من الستة ص ٦.
(١).- ٣٨٠ : ديوانه من الستة ص ٦.