ج ١، ص : ١٠
خاصة به الرَّحِيمِ : من يرحم غيره بالفعل وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً وهما في الأصل صفتان مأخوذتان من الرحمة، وهي رقة في القلب تقتضي الإحسان والتفضل بالنعم، والمراد هنا : الإحسان والتفضل بالنعم. الْحَمْدُ لِلَّهِ الحمد : الثناء بالجميل على الجميل الاختياري. رَبِّ الرب : المالك والسيد، وفيه معنى الربوبية والتربية والعناية الْعالَمِينَ : جمع عالم، وهو ما سوى اللّه، وهو أنواع كعالم الإنسان والحيوان والنباتات... إلخ. مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ : المراد أن الأمر في قبضة قدرته يوم القيامة إِيَّاكَ نَعْبُدُ العبادة : الطاعة مع غاية الخضوع الناشئ من استشعار القلب عظمة المعبود، والمعنى : لا نعبد غيرك. وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الاستعانة : طلب المعونة منه، أى : نخصك بطلب المعونة. اهْدِنَا : عرفنا ووفقنا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ : الطريق المعتدل، والمراد طريق الإسلام. الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ : المبعدون عن رحمة اللّه المعاقبون أشد العقاب لأنهم عرفوا الحق وتركوه، وقيل : هم اليهود الضَّالِّينَ : الذين ضلوا الطريق، وقيل : هم النصارى.
آمِّينَ : تقبل منا واستجب دعاءنا، وليست من القرآن ولكن يسن ختم الفاتحة بها.
المعنى :
ابتدأ اللّه - سبحانه - بالبسملة ليرشدنا إلى أن نبدأ كل أمورنا بها متبركين مستعينين باسمه الكريم، ولا حول ولا قوة إلا به، ثم قال : الثناء بالجميل للّه - سبحانه - الواجب الوجود المنزه عن كل نقص، فالحمد ثابت للّه. فاحمدوه دون سواه، لأنه مالك الملك ورب العالمين قد تولاهم بعنايته ورعايته، وتفضل على كل موجود بنعمه التي لا تحصى، لا لنفع يعود عليه بل لأنه الرحمن الرحيم، مالك الأمر يوم الجزاء والحساب والقضاء. ومن كانت هذه صفاته - جل شأنه - وجب أن تكون العبادة له دون سواه، ومن تمام عبادته والخضوع له ألا نطلب المعونة من غيره، بل علينا أن نطرق الأسباب الظاهرة بكل ما أوتينا من حيلة وعلم وتجربة، ثم بعد هذا لا نستعين إلا به ولا نتوكل إلا عليه، وفي الحديث :« اللّهمّ أعنّى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك »
تقولها دبر كل صلاة.