ج ١، ص : ٢٢٠
من مظاهر قدرة اللّه وعظمته [سورة آل عمران (٣) : الآيات ٢٦ الى ٢٧]
قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ (٢٦) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٢٧)
المفردات :
اللَّهُمَّ : يا اللّه. الْمُلْكِ : السلطة والتصرف في الأمور المادية والروحية.
تَنْزِعُ : تقلع وتخلع. تُولِجُ : تدخل.
كان المشركون ينكرون النبوة لشخص يأكل الطعام ويمشى في الأسواق، وأهل الكتاب ينكرون النبوة في غير بنى إسرائيل.
والقرآن ملئ بما يسلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ويذكره بأن الأمر كله بيد اللّه ما شاء فعله.
سبب النزول :
وفي رواية أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بشر قومه بملك كسرى والروم وقصور صنعاء، فقال المنافقون : ألا تعجبون ؟ يمنيكم ويعدكم الباطل. فنزلت الآية.
المعنى :
إذا تولوا عنك وأعرضوا فعليك أن تلجأ إلى اللّه مالك الملك وصاحب الأمر.
ولا عليك بأس في عناد وفد نجران، بل توجه إلى اللّه وقل :
يا اللّه يا مالك الملك، أنت المعطى والمانع، ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن، تؤتى الملك والنبوة من تشاء من عبادك، وأممك اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ [سورة الأنعام آية ١٢٤] وتنزع