ج ١، ص : ٢٣
المفردات :
يا صوت يهتف به المنادى، ويكون لنداء البعيد أو الساهي أو الغافل لعظم المأمور به بعد النداء، والظاهر أنها استعملت هنا لهذا اعْبُدُوا رَبَّكُمُ : أطيعوه.
فِراشاً الفراش : ما يفرشه الإنسان، والمراد أنه مهدها للإقامة عليها. بِناءً :
مبنية محكمة. أَنْداداً : جمع ندّ وهو النظير. شُهَداءَكُمْ : جمع شهيد، وهو من يحضر معكم من الرؤساء، أو من يشهد لكم يوم القيامة.
المناسبة :
لما ذكر اللّه - سبحانه - القرآن وصفته، وبين أن الناس مع القرآن ثلاثة أنواع :
فمنهم المؤمن، والكافر، والمنافق، خاطبهم جميعا بوصف عام يأنسون به ليكون ذلك أدعى للامتثال ولما أثبت الوحدانية للّه. ثنى ببيان إعجاز القرآن وفي ذلك إثبات صدق الرسول.
المعنى :
لقد أمر اللّه الناس بعبادته، والإقرار له بالربوبية والوحدانية، ونبذ الأصنام وما كانوا يعبدون، لأنه الرب الذي خلقهم، وخلق آباءهم من قبل فلا يليق بهم أن يتخذوا أندادا له.
ففي عبادتهم للّه وحده تتحقق تقواهم التي يحبها اللّه لهم، إذ هو الذي جعل لهم الأرض ممهدة للإقامة عليها مع تحريكها ودورانها، وجعل السماء كالقبة تظلهم بالخير والبركة.
وهي كالبناء المحكم مع ما فيها من عوالم الأفلاك والأجرام لا يسقط منها جزء ولا يختل لها نظام، وأنزل من السماء ماء مباركا طيبا ينبت لنا به الكلأ والزرع.
ألست ترى معى أن اللّه وصف نفسه بما يدل على انفراده بالربوبية ؟ فصفة الخلق والتكوين، والرزق، من الصفات المسلّم بأنها له وحده.