ج ١، ص : ٢٣٨
المفردات :
حَاجَّكَ : جادلك. نَبْتَهِلْ ابتهل الرجل : دعا وتضرع، وابتهل القوم :
تلاعنوا، والبهلة : اللعنة.
سبب النزول :
روى أن وفد نجران قالوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : ما لك تشتم صاحبنا ؟ قال : ما أقول ؟
قالوا : تقول : إنه عبد اللّه. قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أجل هو عبد اللّه ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول، فغضبوا وقالوا : هل رأيت إنسانا قط من غير أب ؟ فإن كنت صادقا فأرنا مثله، فنزلت هذه الآية : إن مثل عيسى عند اللّه
: وحقا صدق اللّه إذ يقول : وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً [سورة الفرقان آية ٣٣].
المعنى :
إن مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم كلاهما خلق خلقا غريبا غير عادى فآدم خلق من غير أب ولا أم خلقه من تراب وقدره جسدا من طين ثم قال له كن فكان وعيسى خلق من غير أب فقط.
فقد شبه الغريب بالأغرب منه.
البيان الحق والقول الصدق من ربك بلا مراء ولا شك فلا تكن يا محمد أنت وأمتك من الممترين الشاكين وهذا الأسلوب يثير في النبي الكريم وأمته معاني اليقين والاطمئنان إلى الأخبار السماوية.
روى أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لما حاجوه بعد هذا طلب منهم المباهلة وخرج هو والحسن والحسين وفاطمة وعلى فلما طلب منهم المباهلة قالوا : أنظرنا.
ثم تشاوروا وقالوا : ما باهل قوم نبيا إلا هلكوا، فلما كان الغد صالحوا النبي صلّى اللّه عليه وسلّم على الجزية وهي ألفان من الثياب ألف في صفر وألف في رجب ومعها دراهم.
وقد روى غير ذلك إلا أن الكل قد أجمع على أنهم طولبوا بالمباهلة فأبوا وقد خرج محمد صلّى اللّه عليه وسلّم وآل بيته الكرام لمباهلتهم.


الصفحة التالية
Icon