ج ١، ص : ٢٥١
كيف يهدى اللّه قوما كهؤلاء اليهود والنصارى كفروا بعد إيمانهم وشهادتهم أن الرسول حق وجاءتهم الآيات الواضحات على صدقه وصدق رسالته ؟ !! واللّه لا يهدى القوم الظالمين لأنفسهم فهم قد عرفوا الحق وتنكبوا عنه، فلا أحد أظلم لنفسه منهم وأولئك جزاؤهم أنهم مطردون من رحمة اللّه وعليهم لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، فالملائكة يدعون عليهم بالطرد من رحمته وكذلك الناس كلهم.
خالدين في النار لا يخفف عنهم العذاب ولا هم يمهلون بل سيأخذون أخذ عزيز مقتدر.
هذا جزاؤهم إلا من تاب منهم بعد ذلك ورجع إلى اللّه وأصلح عمله وقلبه فإن اللّه غفور لما سبق، رحيم بعباده حيث يقبل توبة التائب.
أصناف الكفار [سورة آل عمران (٣) : الآيات ٩٠ الى ٩١]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (٩٠) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْ ءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٩١)
المفردات :
ما فيها من المفردات قد تقدم.
المعنى :
هؤلاء الكفار ثلاثة أصناف : صنف كفر بعد إيمان ثم تاب توبة صادقة من بعد ذلك فأولئك يقبل اللّه توبتهم إنه هو الغفور الرحيم.


الصفحة التالية
Icon