ج ١، ص : ٤٤
المفردات :
مِيثاقَكُمْ الميثاق : العهد المؤكد. الطُّورَ : جبل معروف بطور سينا.
بِقُوَّةٍ : بجد ونشاط. تَوَلَّيْتُمْ : أعرضتم السَّبْتِ : اليوم المعروف.
خاسِئِينَ : بعيدين عن رحمة اللّه. نَكالًا : عبرة تنكل من اعتبر بها، أى :
تمنعه.
المعنى :
واذكروا وقت أن أخذنا العهد المؤكد على آبائكم بأن يؤمنوا بما في التوراة ولم يقبلوا حتى رفعنا فوقهم الطور إرهابا وتخويفا، وأمرناهم أن يقبلوا ما آتيناهم ويأخذوه بجد ونشاط لأن فيه الخير لهم، وليذكروا ما فيه ويعملوا به كي يكونوا من المتقين.
فقبلوه إلى حين ثم أعرضوا من بعد ذلك عنه!! فلولا رحمة اللّه بهم وقبوله توبتهم لكانوا من الخاسرين المعتدين.
وباللّه لقد علمتم شأن الذين اعتدوا من آبائكم بصيد السمك يوم السبت وكان محرما فيه لقصره على العبادة، وقد ابتلاهم اللّه بأن كانت حيتانهم تأتيهم يوم سبتهم ظاهرة قريبة من الساحل، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم، كذلك نبلوهم، وكان جزاؤهم على ارتكاب خطيئة الصيد يوم السبت وانشغالهم به عن العبادة أن حكم اللّه عليهم أن يكونوا كالقردة مبعدين عن رحمة اللّه والناس لأنهم نزلوا إلى مرتبة الحيوان، وهكذا كل فاسق خارج عن طاعة اللّه، وقيل : إن اللّه حكم عليهم بأن يكونوا في صورة القردة بعيدين عن رحمة اللّه، فجعل اللّه عقوبتهم هذه عبرة لمن لمن شاهدها ولمن يأتى بعدهم إذ نكل بهم تنكيلا يتناسب مع جرمهم، وجعلها عظة للمتقين لأنهم لا يتعدون حدود اللّه، فأولى بكم - أيها اليهود المعاصرون - أن تعتبروا وتتعظوا بما حل بأسلافهم.


الصفحة التالية
Icon