ج ١، ص : ٤٨٠
والاستخارة الواردة شرعا : أن يصلى الإنسان ركعتين نفلا للاستخارة ثم يدعو اللّه بدعاء يشرح به صدره لما يريده إن كان خيرا له في دينه ودنياه، وللنبي صلّى اللّه عليه وسلّم دعاء في الاستخارة موجود في كتب الحديث.
كل المحرمات التي ذكرت لكم فسق وخروج عن الدين والمألوف من الحكمة والعقل.
اليوم وهو يوم عرفة في حجة الوداع يئس الكفار من التغلب على دينكم ويئس الشيطان من أن يعبد غير اللّه في أرضكم، وعلى ذلك فلا تخشوا أحدا إلا اللّه، ولا يهمنكم أمر الكافرين فقد عصمكم اللّه منهم، واخشوا اللّه واتقوه ولا تخالفوه في شيء أبدا.
اليوم أكملت لكم دينكم بإحلال الحلال وتحريم الحرام حتى صار كل شيء بينا واضحا لا لبس فيه ولا غموض، وكفيتكم أمر عدوكم وجعلت اليد العليا لكم، وأتممت عليكم نعمتي فلم يحج معكم مشرك أبدا، وقد تحقق الوعد، وفتحت مكة، ودخل الناس في دين اللّه أفواجا، وجاءكم النصر ورضيت لكم الإسلام دينا، واخترته لكم وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ « ١ ».
كل ما ذكر من المحرمات العشر حرام على المسلمين جميعا إلا المضطر الذي حمل قهرا على تناول ما يضره كأن يكون في مخمصة تخمص لها البطون، أى : تضمر، فمن اضطر إلى أكل شيء مما ذكر من المحرمات بشرط أن يكون غير مائل إليه لذاته ولا جائر فيه ولا متجاوز قدر الضرورة، فإن اللّه غفور له ولمثله رحيم بخلقه.
(١) سورة آل عمران آية ٨٥.