ج ١، ص : ٤٩٥
حكم الزاني المحصن وأقسم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم على حبرهم ابن صوريا وناشده اللّه حتى اعترف به.
وقد أنكروا غير ذلك من بشارة النبي ووصفه فبينه القرآن لهم، ولقد كان بيان القرآن لما كتموه سببا في إسلام كثير من أحبارهم وعلمائهم.
يبين اللّه بواسطة رسوله كثيرا مما يخفون، ويعفو عن كثير مما لا تمس الحاجة إليه، ولا يفيد الدعوة في شيء، وهم يعلمون أنهم يخفون غير الذي أبداه الرسول...
يا أهل الكتاب : قد جاءكم من اللّه نور هو النبي محمد، أو هو القرآن، أو دينه، وجاءكم كذلك كتاب مبين بين الحق وأظهر المكنون، يهدى به اللّه من اتبع رضوانه طريق الخير التي تنجيه من العذاب الأليم، ويخرج من اتبعه من ظلمات الشرك والخبث والخرافة والأوهام الباطلة إلى نور الإسلام وهدى القرآن الذي أنزل بعلمه ومشيئته وتوفيقه، ويهدى من اتبعه صراطا مستقيما يوصل إلى خير الدنيا والآخرة.
مناقشة النصارى في عقائدهم [سورة المائدة (٥) : الآيات ١٧ الى ١٩]
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ (١٧) وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٨) يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ (١٩)