ج ١، ص : ٥٠
المفردات :
وَيْلٌ الويل : العذاب الشديد والهلاك. سَيِّئَةً السيئة : الكفر والشرك والنفاق أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ الخطيئة : الكبيرة من الذنوب، والمراد بالإحاطة أنه لم يبق فيه جانب من قلب أو لسان أو جارحة إلا اشتملت عليه في تحصيلها.
المعنى :
العذاب الشديد لهؤلاء الذين ينسخون التوراة بأيديهم فيغيرون فيها ما يشاءون أو شاءت لهم أهواؤهم!!
روى أن أوصاف النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كانت مكتوبة عندهم في التوراة فغيروها وكتبوا بدلها، فإذا سئلوا من العوام عن وصفه ذكروا ما كتبوه هم فيكذب العوام النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ومع هذا تبلغ بهم الجرأة والقحة إلى أن ينسبوا مفترياتهم إلى اللّه - سبحانه - ليأخذوا بهذا الكذب الشائن ثمنا دنيويا تافها من مال أو رئاسة أو جاه فويل لهم مما كسبوه!!
ومن سوءاتهم الشنيعة التي اقترفوها أنهم يدعون أن النار لا تمسهم إلا في أيام قليلة معدودة هي أربعون يوما مدة عبادتهم العجل، هذه دعوى فما دليلها ؟ ولأى شيء لا تصيبكم النار مهما فعلتم ؟ أأخذتم على اللّه عهدا بذلك ؟ وإن كان هناك عهد فلن يخلف اللّه عهده!! لا : لم تأخذوا عهدا بل تقولون على اللّه ما لا علم لكم به، والذي دفعكم إلى هذا غروركم ومركب النقص فيكم.
بلى - أيها اليهود - ستخلدون في النار حسب ما جنيتم من المعاصي كالكفر وقتل الأنبياء بغير حق وعصيان اللّه ومخالفة أمره، وكيف لا يكون ذلك ؟ وقد سن اللّه قانونا عاما شاملا لكل الخلائق من لدن آدم إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها وهو :


الصفحة التالية
Icon