ج ١، ص : ٥٢٤
القرآن إلى رأى هو كرأى الجاهلية بل أشد ميوعة ومحاباة، فالقانون الوضعي يحمى الجرائم والمجرمين! هذا الخطاب في الآية وهذا الاستفهام والتعجب والإنكار إنما هو لقوم يوقنون أنه لا أعدل من اللّه ولا أحسن حكما منه..!
موالاة اليهود والنصارى وعاقبتها [سورة المائدة (٥) : الآيات ٥١ الى ٥٣]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥١) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ (٥٢) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ (٥٣)
المفردات :
مَرَضٌ : شك ونفاق. دائِرَةٌ : ما يدور به الزمان من المصائب والإحن التي تحيط بالمرء إحاطة الدائرة بما فيها. حَبِطَتْ : بطلت أعمالهم.
سبب النزول :
روى الرواة أنه جاء عبادة بن الصامت من بنى الخزرج إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال :
يا رسول اللّه إن لي موالي من اليهود كثيرا عددهم، وإنى أبرأ إلى اللّه ورسوله من ولاية يهود، وأتولى اللّه ورسوله. فقال عبد اللّه بن أبى : إنى رجل أخاف الدوائر لا أبرأ من


الصفحة التالية
Icon