ج ١، ص : ٥٩
سبب النزول :
روى أن عبد اللّه بن صوريا من أحبار فدك حاجّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وسأله عمن يهبط عليه بالوحي، فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم : جبريل، فقال : ذاك عدونا ولو كان غيره لآمنا به، وقد عادانا جبريل مرارا ومن عداوته أن اللّه أمره أن يجعل النبوة فينا فجعلها في غيرنا، وهو صاحب كل خسف وعذاب، وميكال يجيء بالخصب والسلام
. وفي رواية أن عمر قال لهم بعد ما قالوا له كلاما شبيها بهذا : من كان عدوا لجبريل كان عدوا لميكائيل ومن كان عدوا لهم كان عدوا للّه فنزلت الآية.
المعنى :
قل لهم يا محمد : من كان عدوا لجبريل فهو عدو للّه فإنه نزله بالوحي والقرآن على من قبلك بإذن اللّه وأمره، فهو إذن رسول اللّه إليك يا محمد، ومن عادى الرسول فقد عادى المرسل - سبحانه وتعالى - ومن عادى جبريل فلا وجه له لأنه نزل بالقرآن عليك يا محمد بأمر اللّه، وهو مصدق لما تقدمه من الكتب كالتوراة والإنجيل على أنه مع ذلك هداية وبشرى للمؤمنين فكيف تجعلون سبب المحبة سببا للبغض ؟ هداكم اللّه إلى الحق.
من كان عدوا للّه وملائكته وكتبه ورسله خصوصا جبريل وميكائيل فإن اللّه عدو له ومجازيه على ذلك لأن تلك العداوة كفر وأى كفر!!


الصفحة التالية
Icon