ج ١، ص : ٥٩٥
العبادة آلهة وهم محتاجون إلى الطعام وما يتبعه من الحاجة إلى الخلاء، أما من يعبد غير الإنسان فعبادته ضرب من الخبل والجنون، أما وقد ظهرت هذه الحقائق بادية للعيان، فقل لهم يا محمد : إنى أمرت أن أكون أول من أسلم وجهه للّه وانقاد، حيث ثبت أن له ما سكن وما تحرك، وهو السميع البصير، فاطر السموات والأرض واهب الرزق والحياة، غير محتاج لأحد، ليس كمثله شيء، ولهذا أمرت أن أكون أول من أسلم، ونهيت عن الشرك باللّه، وإنى أخاف إن عصيت ربي عذابا عظيما يوم القيامة يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ للّه.
وإذا كان هذا حال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم الذي غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر المعصوم خاتم الأنبياء والمرسلين.
فما بالنا نحن وما بالك يا بن آدم ؟ إنك لمسكين مغرور حيث تتعلق بالأوهام والالتجاء لغير اللّه.
من يدفع عنه يومئذ ذلك العذاب فقد رحمه اللّه ونجا فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ [سورة آل عمران آية ١٨٥] وذلك الفوز هو الواضح العظيم.
من مظاهر القدرة وشهادة اللّه للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم [سورة الأنعام (٦) : الآيات ١٧ الى ١٩]
وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ (١٧) وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١٨) قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِي ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (١٩)