ج ١، ص : ٦٤٠
أراد كتمان الحكم أخفاها، وقد كتموا وصف النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وحكم البشارة، وحكم الزنا!!! فأنتم أيها المشركون لا تثقوا بأقوال اليهود خصوصا فيما يتعلق بالنبي صلّى اللّه عليه وسلّم فهم أشد أعدائه.
وهذا المعنى ظاهر على قراءة من قرأ يجعلونه أما على قراءة تَجْعَلُونَهُ بالتاء فيكون اللّه قد أمر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقرأ هذه الآية على مسمع من اليهود وغيرهم بالخطاب لهم.
وعلمتم أيها المؤمنون من العرب ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم منه شيئا، فبالإسلام أصبح للعرب دولة، وبحث وفن وكيان علمي معترف به، بعد جهالة جهلاء وضلالة عمياء.
قل لهم : اللّه أرسل الرسل ومعهم الكتب أرسل مع محمد القرآن ومع موسى التوراة، ثم ذرهم واتركهم في خوضهم يلعبون.
وهذا القرآن كتاب أنزلناه يهدى إلى الحق وإلى سواء السبيل، كتاب كثير البركة والخير، مصدق لما تقدمه من الكتب، ومهيمن عليهم، أنزلناه للبركة، ولتصديق الكتب السابقة ولإنذار أم القرى مكة ومن حولها، والذين يؤمنون بالآخرة وما فيها يؤمنون به ويصدقونه، وهم على صلاتهم يحافظون، وإلى كل ما أمروا به يسارعون...
الكذب على اللّه وعاقبته [سورة الأنعام (٦) : الآيات ٩٣ الى ٩٤]
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْ ءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (٩٣) وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٩٤)


الصفحة التالية
Icon