ج ١، ص : ٧١٣
والملة إذ هي قد ضلت باتباعها، والاقتداء بكفرها حتى إذا تداركوا في النار جميعا واجتمعوا، قالت أخراهم في الدخول - وهم الأتباع والسفلة - لأولاهم، أى : في شأنهم وحقهم وهم السادة والزعماء قالوا مخاطبين اللّه : ربنا هؤلاء - أى السادة - أضلونا وأثروا علينا فآتهم ضعفنا من عذاب النار لإضلالهم لنا، زيادة على عذاب ضلالهم في أنفسهم.
قال اللّه لهم : لكل منكم ضعف من العذاب - بإضلاله - فوق العذاب على ضلاله ولكنكم لا تعلمون عذابهم.
وقالت أولاهم لأخراهم : إذا كان الأمر كما ذكرتم من أننا أضللناكم فما كان لكم علينا من أدنى فضل تطلبون به أن يكون عذابكم دون عذابنا، فيقول اللّه لهم : ذوقوا جميعا العذاب كاملا بما كنتم تكسبون.
جزاء الكافرين [سورة الأعراف (٧) : الآيات ٤٠ الى ٤١]
إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (٤٠) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ وَكَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٤١)
المفردات :
الْجَمَلُ : البعير الذي طلع نابه. سَمِّ الْخِياطِ : ثقب الإبرة.
الْمُجْرِمِينَ أجرم : قطع الثمرة من الشجر، ثم استعمل في كل إفساد.
مِهادٌ : فراش. غَواشٍ : جمع غاشية، وهي ما يغشى الشيء، أى : يغطيه كاللحاف.