ج ١، ص : ٧٣٠
أكذبتم وعجبتم لأن جاءكم ذكر من ربكم ووعظ على لسان رجل منكم لينذركم بأسه ويخوفكم عقابه ؟ ! واذكروا فضل اللّه عليكم ونعمه، إذ جعلكم ورثة نوح، وزادكم بسطة في أجسامكم، وقوة في أبدانكم -
روى أنهم كانوا طوالا أقوياء - اذكروا هذا واتقوا اللّه واحذروا أن يقع عليكم العذاب، مثل ما وقع على قوم نوح فأهلكهم.
فاذكروا نعمة اللّه واشكروه واعبدوه وحده، واهجروا الأوثان والأصنام لعلكم تفلحون.
ماذا ردوا عليه ؟ قالوا : أجئتنا لأجل أن نعبد اللّه وحده ونترك ما كان يعبد آباؤنا ؟
إن هذا لشيء عجاب!! فجئنا بما تعدنا من العذاب - فنحن مستعجلون - إن كنت من الصادقين في دعواك، وهذا منتهى الغرور، فأجابهم هود بقوله :
قد قضى عليكم ربكم بعذاب شديد، وقد كان عذابهم ريحا صرصرا (شديدة الصوت) عاتية تنزع الناس وترميهم صرعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ « ١ ».
عجبا لكم!! أتخاصمونني في أشماء لا مسميات لها ولا حقائق، وضعتموها أنتم وآباؤكم، ما أنزل اللّه بها من سلطان، ولا حجة لكم فيها ولا برهان، وتتركون عبادة الرحيم الرحمن ؟
وإذا سرتم على هذا المنوال ولم تغيروا طريقكم فانتظروا عذابا من اللّه شديدا إنى معكم من المنتظرين، وقد نزل بهم كما مر، ونجاه اللّه والذين معه برحمة منه، واستأصل الكافرين وقطع دابرهم : الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ.

_
(١) سورة القمر آية ٢٠.


الصفحة التالية
Icon