ج ١، ص : ٧٣٢
المفردات :
ثَمُودَ : قبيلة من العرب كانت تسكن الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى قرب تبوك وهم من ولد سام بن نوح، وصالح نبيهم، وكان من أشرفهم نسبا وأعلاهم حسبا. وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ : أنزلكم فيها وجعل لكم فيها منازل.
وَتَنْحِتُونَ النحت : النحر في الشيء الصلب. وَلا تَعْثَوْا العثى والعثو :
الفساد. فَعَقَرُوا النَّاقَةَ : نحروها بالذبح، وأصل العقر : الجرح. وَعَتَوْا :
تمردوا واستكبروا، ومنه نخلة عاتية إذا كانت عالية يمتنع جناها على من يريدها.
الرَّجْفَةُ : المرة من الرجف، وهو الحركة والاضطراب. جاثِمِينَ جثم الناس : قعدوا لا حراك بهم، والمراد أنهم جثث هامدة ميتة لا حراك بها.
كانت قبيلة ثمود من قبائل العرب البائدة، وقد كانوا خلفاء لقوم عاد بعد أن أهلكهم اللّه، فورثوا أرضهم وديارهم. وآتاهم اللّه نعما كثيرة، وأرسل إليهم صالحا نبيا فيهم يهديهم إلى الصراط السوى، ولكنهم عصوا وتكبروا وكفروا وطالبوا صالحا بآية، فبعث اللّه إليهم ناقة تصديقا له، ولكنهم عقروها وعتوا عن أمر ربهم، فقال لهم : تمتعوا في داركم ثلاثة أيام، بعدها نزل عذاب اللّه ووعده، ونجى اللّه صالحا والذين آمنوا معه، وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا أثرا بعد عين، أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ وتلك عقبى الظالمين ومآل الفاسقين.
المعنى :
ولقد أرسلنا إلى بنى ثمود أخاهم صالحا، قال : يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره، هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها، وجعلكم خلفاء لعاد فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي قريب مجيب.
يا قوم قد جاءتكم حجة من ربكم وآية منه دالة على صدقى، وكأنهم قالوا له ما هذه البينة ؟ فقال : هذه ناقة اللّه لكم آية، وإنما أضاف الناقة إلى اللّه تعظيما لشأنها وتكريما، ولأنها جاءت من عنده مكونة من غير فحل وناقة، بل من صخرة صلبة، واللّه على كل شيء قدير، هذه الناقة آية لكم يا بنى ثمود خاصة، لأنكم المشاهدون لها


الصفحة التالية
Icon