ج ١، ص : ٧٤٢
وكان قوله تعالى : الذين كذبوا هم الخاسرون على سبيل الحصر ردّا عليهم في قولهم :
لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ | « ١ » وحقا الكافرون هم الذين خسروا في الدنيا والآخرة دون سواهم. |
ثم أعطيناهم بدل الشدة سعة، ومكان الفقر والضيق غنى وفضلا، حتى عفوا وكثروا في المال والعدد، فاللّه - سبحانه - يريهم الحالتين ويمكن لهم في الجهتين لعلهم يعتبرون، ولكن العصاة يقولون : هؤلاء آباؤنا قد مستهم الضراء والسراء، وحل بهم الضيق والفرج والعسر واليسر. وما نحن إلا مثلهم، وهذا قول من لم يعتبر ويتعظ بأحداث الزمن، أليس ما هم فيه ابتلاء واستدراجا ؟ ألم يعلموا أن اللّه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ؟ وهم مع ذلك قد أعرضوا ونأوا، واستكبروا وبغوا فكان جزاؤهم ما يأتى :
فأخذناهم بغتة وحل بهم العذاب فجأة، وهم في غيهم سادرون، وفي عمايتهم لاهون فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ ءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ « ٣ ».
فاعتبروا يا أولى الأبصار، واتعظوا بما حل بغيركم فتلك سنة اللّه ولن تجد لسنته تبديلا!!!
_
(١) سورة الأعراف آية ٩٠.
(٢) سورة الأنعام آية ٤٣.
(٣) سورة الأنعام آية ٤٤.
(١) سورة الأعراف آية ٩٠.
(٢) سورة الأنعام آية ٤٣.
(٣) سورة الأنعام آية ٤٤.