ج ١، ص : ٨٠٥
رسوله، وإصلاح ذات البين، وأطيعوا اللّه ورسوله في كل ما أمر ففي طاعتهما الخير والفلاح، والهدى والرشاد، أطيعوهما إن كنتم مؤمنين حقا، فهذه أمور ثلاثة لا بد منها لصلاح حال الجماعة : تقوى اللّه ورسوله، أى : طاعة القيادة الرشيدة الحكيمة.
وها هي ذي صفات المؤمنين الخمسة التي تحقق هذه الأوصاف الثلاثة إنما المؤمنون حقا الكاملون المخلصون في إيمانهم هم :
١ - الذين إذا ذكروا اللّه بقلوبهم واستشعروا عظمته وجلاله وتذكروا وعده ووعيده خافت قلوبهم واضطربت أرواحهم.
٢ - والذين إذا تليت عليهم آياته القرآنية المنزلة على عبده وحبيبه محمد صلّى اللّه عليه وسلّم ازداد إيمانهم، وكمل يقينهم لتظاهر الأدلة وتمامها، نعم المؤمن كلما كثرت الأدلة وتعاضدت الآيات والحجج ازداد قوة في الإيمان، ورسوخا في العقيدة، ونشاطا في العمل، انظر إلى إبراهيم الخليل حيث قال : بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي « ١ » ردا على قوله تعالى : أَوَلَمْ تُؤْمِنْ « ٢ » ؟.
٣ - والذين هم على ربهم وحده يتوكلون، وعليه وحده يعتمدون، وإليه يلجئون، كل هذا بعد أخذ الأسباب، والعمل على حسب طاقته وإمكانه، وهذه صفات تتعلق بالقلب، وها هي ذي الصفات المتعلقة بالجسم :
٤ - الذين يقيمون الصلاة، ويؤدونها كاملة مقومة تامة الأركان والشروط.
٥ - والذين ينفقون مما رزقناهم في وجوه الخير والبر، وذلك يشمل الزكاة الواجبة المقيدة والنافلة المطلقة التي قد تصبح واجبة تبعا للظروف.
أولئك الموصوفون بما ذكر من الأوصاف، المشار إليهم لكمالهم فيها هم المؤمنون حقا. لهم درجات ومنازل عند ربهم على حسب أعمالهم ونواياهم ولهم مغفرة، ولهم رزق كريم وهو ما أعد لهم من نعيم الجنة. والعرب يصفون الشيء الذي لا قبح فيه ولا ضرر بأنه كريم، وهذه الآيات بينت لنا حكم الغنائم، وأسس نجاح الجماعة، وبعض صفات المؤمنين الكاملين.
(١) سورة البقرة آية ٢٦٠.
(٢) سورة البقرة آية ٢٦٠.