ج ١، ص : ٨٧
في العرب، وهم أهله وعشيرته، وكانوا إذا آمنوا يحبون أن تكون وجهتهم الكعبة، وأن يحيوا سنة إبراهيم الخليل في تقديس الكعبة لأنها معبدهم وموطن عزهم وفخارهم، إذن التحويل نعمة تامة من اللّه لهم، وليتم نعمته عليكم ويهديكم صراطا مستقيما. ومع هذا فقد محص اللّه بها المؤمنين وظهر الثابت على الإيمان من المنافق.
الحكمة الثالثة : وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ أي : وليعدكم بذلك إلى الاهتداء والثبات على الحق وعدم المعارضة فيه.
أتم نعمته عليكم باستيلائكم على بيته الذي جعله قبلة لكم، كما أتمها عليكم بإرسال رسول منكم يتلو عليكم القرآن بلسان عربي مبين، ويطهركم من كل دنس ورجس وعبادة صنم، ويعلمكم ما به تسمو نفوسكم وتزكو من أشرف العلوم وأسناها، ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من الإخبار بالمغيبات والقصص الذي لا يخلو من عبر وعظات، فاذكروني يا أمة الإجابة بالامتثال والعمل الصالح، والاقتداء بالرسل أجزكم على هذا، وأذكركم عندي بالثواب والجزاء وأفاخر بكم الملائكة، واشكروا نعمتي التي أنعمتها عليكم، ولا تكفروا بها فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون، وسيجازيكم عليه إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
الصابرون والمقاتلون في سبيل اللّه [سورة البقرة (٢) : الآيات ١٥٣ الى ١٥٧]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣) وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (١٥٤) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (١٥٦) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧)