ج ٢، ص : ١١٧
ولقصة نوح في هذه السورة عناصر منها :
(أ) بيان دعوته بالإجمال وما رد به قومه عليه.
(ب) مناقشتهم والرد عليهم في شبهاتهم.
(ج) اشتداد الحالة وتوترها حتى استعجلوا العذاب، وقد يئس نوح منهم.
(د) كيف صنع نوح السفينة.
(ه) بدء نهايتهم ونجاة نوح ومن آمن.
(و) استشفاع نوح لابنه.
المعنى :
تالله لقد أرسلنا نوحا وهو أول رسول، وقومه أول قوم أشركوا بالله غيره، أرسلناه فقال لهم : إنى لكم نذير بين الإنذار ظاهره. على ألا تعبدوا إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. ألست معى في أن الرسل جميعا يشتركون في أصول الدعوة إلى اللّه ؟ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ [سورة نوح الآية ٢].
أمرهم أن يعبدوا اللّه وحده ثم أنذرهم عذاب يوم أليم وعظيم وكبير، ألا هو يوم القيامة أو يوم الغرق، وصف بالألم الشديد، والعذاب العظيم، والهول الكبير في غير موضع من القرآن، والظاهر أن نوحا وصفه بكل هذه الأوصاف التي حكيت عنه، وفي غير هذه السورة أردف الأمر بالعبادة بقوله : أفلا تتقون. وهكذا غيره من الرسل للإشارة إلى أن التقوى هي الأمر الجامع المهم.. فبادر الملأ من قومه. والأشراف الذين كفروا بالله ورسوله إليه بحجج هي أوهى من نسيج العنكبوت قائلين :
ما نراك إلا بشرا مثلنا، لا مزية لك ولا فضل حتى تدعى الرسالة والسفارة بيننا وبين اللّه. هل لك مال كبير ؟ أو جاه عريض ؟. أو ولد وخدم ؟ ليس لك شيء من هذا فكيف تكون المطاع فينا والآمر لنا ؟ !! وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا وسفلتنا أصحاب الحرف والصناع من الفقراء والضعفاء، أنكون مع هؤلاء في صف واحد على أن إقبال هؤلاء عليك واتباعهم


الصفحة التالية
Icon