ج ٢، ص : ٢٢٣
وظلالهم خاضعة كذلك بالغدو والآصال. خاضعة لقدرة للّه فهو الذي سخر الشمس وغيرها.
أمر رسول اللّه أن يسألهم : قل يا محمد لهم : من رب السموات والأرض ؟ ولما كانوا يقرون بأن اللّه خلقهما وهو ربهما ولا سبيل إلى إنكار ذلك أبدا أمر أن يجيب ويقول : قل : اللّه!! وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ [سورة الزخرف آية ٩].
قل لهم أفاتخذتم من دونه أولياء ؟ !! أى وإذا كان الأمر كذلك وأنتم تقرون بأنه الخالق والرب للسماء والأرض فما بالكم اتخذتم من دونه أولياء عاجزين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ؟ ! قل لهم : هل يستوي الأعمى عن طريق الحق والبصير به ؟ بل هل تستوي الظلمات والنور ؟ وجمع الظلمات وأفرد النور لأن طريق الحق واحد وطرق الباطل متعددة.
بل أجعلوا للّه شركاء خلقوا كخلقه ؟ فتشابه خلق الشركاء بخلق اللّه عندهم.
والمعنى ليس الأمر على هذا يشتبه عليهم ويختلط، بل إذا فكروا بعقولهم وجدوا أن اللّه هو المتفرد بالخلق والإيجاد، وكل الشركاء أصنام لا تدفع عن نفسها ضرا.
قل لهم يا محمد : قد بدا الصبح لذي عينين وظهر الحق جليا. اللّه خالق كل شيء وهو الواحد القهار.
هذا مثل للحق وأهله وللباطل وحزبه [سورة الرعد (١٣) : الآيات ١٧ الى ١٩]
أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ (١٧) لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ (١٨) أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (١٩)


الصفحة التالية
Icon